أسيل الحموي |
مع بداية الحملة العسكرية للنظام وروسيا على أرياف إدلب وحلب، ونتيجة النزوح الكبير، ومن رحم المعاناة والألم خرج فريق من الشباب والشابات ليساعد الناس تطوعًا حملوا اسم: (فريق الاستجابة الطارئة) همهم الوحيد مساعدة أهلهم الذين باتوا بين شهيد، وجريح، ومعتقل، ومهجر..
يقول الأستاذ (دلامة علي) مدير الفريق: “أسسنا الفريق منذ قرابة ثلاثة أشهر ، والعاملين عليه من قلب الأزمة، عملنا في بداية الأمر على إخلاء النازحين من مناطق التوترات العسكرية، والمناطق التي تشهد قصفًا مستمرًا من قبل قوات النظام، وتمكنا من إخلاء 750 عائلة إلى مناطق الشمال السوري.”
وأضاف دلامة: “بسبب زيادة المدنيين المنكوبين قمنا بإنشاء مكتب الإيواء، وعملنا على تأمين بناء تسع مخيمات، بالإضافة إلى ما يقارب 300 خيمة بين المخيمات القديمة، وحسب الأراضي المتوفرة لدينا.”
فريق الاستجابة مُقسَّم إلى عدة أقسام كما أوضح دلامة بقوله: “فريقنا عدة أقسام فيه مكاتب مترابطة: (مكتب الإخلاء، ومكتب الإيواء، والمكتب الإعلامي، ومكتب إدارة الحالة).
وشرح الأستاذ دلامة عن المكاتب والدعم بقوله: “مكتب إدارة الحالة هو من أكبر المكاتب في الفريق، وهو أيضًا من أنشط وأهم تلك المكاتب، يعتمد في عمله على استكشاف الحالة، وتقييم الاحتياجات، وتقديم المساعدة حسب الإمكانيات المتوفرة.
الدعم فردي، وعن طريق أشخاص من جميع دول العالم لا يلبي احتياجات المدنيين في ريف إدلب، لكننا نعمل حسب الإمكانيات لتقديم ما نستطيع لأهلنا، ونحاول جاهدين الحصول على دعم مستمر للفريق؛ لنتمكن من تقديم المزيد للمحتاجين”
واختتم الأستاذ دلامة حديثه عن الفريق بقوله: “فريق عملنا كخلية نحل لا تهدأ، يعمل على مدار الساعة، دون توقف وتذمر، وبشكل طوعي، فقط لمساعدة المنكوبين من أهلهم في الشمال السوري، ونعد أهلنا بالاستمرار بالتقديم بما يقدرنا الله عليه.”
الآنسة (رفيف الأحمد) متطوعة في الفريق تقول: “أعمل متطوعة في فريق الاستجابة الطارئة، ضمن فريق النشاطات، لا أتقاضى أي أجر، ومستعدة للتقديم في كل الظروف، وحسب الإمكانيات.”
“من يعرف الله ينظر إلى حالتي” كلمات قالها (عبد الغني محمود الحصرم) أحد النازحين إلى مخيمات ريف إدلب الشمالي، وهو معاق يعاني بشكل كبير لفقده أطرافه السفلية، ولا يستطيع الحركة ولا يملك غير ابنته التي كانت يديه المكبلة، وقدميه التي فقدها، وأيضًا النور الذي يبصر به، فهي العين والمعيل له، فأتاه الرد من فريق الاستجابة الطارئة أن أبشر؛ فما زال فينا خير وقوة تعينك ما أعاننا الله عليه، وتمت كفالته وتقديم ما أمكن من مساعدات عينية، وكرسي متحرك يعمل على الكهرباء، حتى يتمكن من السير بالقرب من ابنته التي كانت تسانده. “
يقول عبد الغني والدموع تنهمر من عينيه: “شكرًا لكم من كل قلبي، حققتم حلمًا لم أكن أتوقعه.”
يعدُّ فريق الاستجابة الطارئة من أكبر الفرق التطوعية في الشمال السوري المحرر، يعمل بإمكانيات متواضعة، ويستمر بعمله بشكل متواصل لا يكاد يخلو مكان في شمال سورية إلا ووضع فيه بصمة فرح على وجه حزين، حيث تمكن الفريق من رسم البسمة على وجوه آلاف المدنيين المنكوبين من الأطفال، والنساء ، والشباب ، وكبار السن، وقد وصفهم البعض بأصحاب الابتسامة العريضة، لحسن معاملتهم وطيب أخلاق فريقهم.
فريق يعمل في المجال الإنساني، يقدم الخدمات، ويرسم البسمات على وجوه الآخرين رغم فقر حاله، وقلة موارده، يُعدُّ مثالًا كبيرًا للتكاتف في صد موجات الحزن، والمعاناة؛ فهو طوفان من الفرح في زمن الحزن، هو فسحة أمل لملايين المحتاجين بسبب آلة الحرب التي تستخدمها قوات النظام وروسيا ضدهم، وباختصار: هو خلية نحل في موسم عمل، تعمل ليل نهار ليستمر الآخرون بالعيش.