محمد العباس |
في ظروف الحرب القاسية التي عاشها ويعيشها الشعب السوري، خرجت العديد من المنظمات الإنسانية والفرق التطوعية التي قدمت الكثير لتخفيف المعاناة والألم، ولكن القليل منهم من مد كفيه ووضع روحه فيها في سبيل إنقاذ المدنيين وتقديم العون لهم حتى لوكان الثمن أرواحهم.
الدفاع المدني السوري أو ما يعرف “بالخوذ البيضاء” ثلة من المتطوعين والمتطوعات كانت السباقة في فعل الخير وتقديم الغالي والنفيث في مختلف مجالات العمل الإنساني من خلال إنقاذ الأرواح والمساعدة في إجلاء المدنيين وتقديم الخدمات وحملات التوعية وغيرها، ولا يخفى على أحد دور المتطوعات (العنصر النسائي) في هذا العمل وبروز دور المرأة جنبًا إلى جنب مع الرجل في تقديم المساعدة وبذل الجهد والعطاء لتكون صورتها لمَّاعة بيضاء وخفاقة في فضاء الإنسانية.
(آمنة البش) متطوعة في مركز (شنان النسائي) قالت لصحيفة حبر: “لا يوجد أعظم من العمل الإنساني ومساعدة المحتاج، والدفاع المدني هو المثال الأعلى لهذا العمل في مختلف الظروف” وتابعت (البش) القول وهي تتحدث بكل فخر: “أعمل في مجال الإنقاذ والإسعافات الأولية، وأيضًا المراقبة النسائية، أحب هذا العمل ولن أتراجع عن هدفي”.
وعن دور المراكز النسائية ودور المتطوعات في الدفاع المدني، قالت منسقة المراكز النسائية الدكتورة (زهرة دياب) في حديثها لصحيفة حبر: “يعمل ضمن كوادر الدفاع المدني السوري ٢٣٠ متطوعة في مراكز نسائية موزعة على الشمال، وكان لها دور كبير في تطوير منظومة الدفاع المدني السوري، حيث أصبحنا أكثر قدرة على الوصول إلى المستفيدين كون العناصر النسائية لها سهولة وصول في المجتمع السوري المحافظ.”
وأضافت (الدياب) بقولها: “من خلال هذه المراكز نتج لدينا نساء قياديات على مستوى إدارة الدفاع المدني السوري، وبالتالي تطوير المنظومة لتكون أكثر انفتاحًا على الواقع السوري وتحديد الاحتياج لكافة شرائح المجتمع في سياق رؤية الدفاع المدني السوري.”
“المرأة نصف المجتمع ولها دور كبير، وكما كان للدفاع المدني السوري متطوعون لتقديم الأعمال الخدمية وغيرها، كان لدينا متطوعات ونمتلك 18 نقطة نسائية في الدفاع تعمل في جميع المجالات وخاصة الطبية والتوعوية، كان أداء العنصر النسائي في الدفاع المدني جديدًا ولا يقل أهمية عن الرجال” هكذا كان رد الأستاذ (مصطفى الحاج يوسف) مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة إدلب.
وأثنى (اليوسف) على جميع المتطوعين والمتطوعات في الدفاع المدني السوري متمنيًا لهم التوفيق في جميع الأعمال التي يقومون بها، كما وجه (اليوسف) كلمة لهم من خلال صحيفة حبر قال فيها: ” بدأنا متطوعين ومازلنا على ذلك، أتمنى أن نتابع جميعًا على ما بدأنا عليه، ومهمتنا الأساسية إعادة الاستقرار والمحافظة على الأمن والأمان وسلامة أهلنا في المناطق المحررة”.
ومن خلال حديثنا مع متطوعات الدفاع المدني وجدنا أن لتلك النساء قلوب كبيرة وقدرة عالية على التكيف مع الظروف القاسية التي نعيشها في ظل الحرب وموجات النزوح الكبيرة التي نتعرض لها، فالأعمال التي يقمنَ بها تحتاج جهودًا لا تستطيع أي امرأة القيام بها.
ويُعدُّ العنصر النسائي في منظومة الدفاع المدني السوري وغيرها من المنظمات الإنسانية ذا أهمية كبيرة وخاصة بعد فقدان العديد من النساء أزواجهنَّ في الحرب، كما أن للمرأة السورية قدرات كبيرة ظهرت في الفترة الأخيرة وتمكنت من خلال قدراتها الجبارة من تمكين دورها في مختلف المجالات منها الدفاع المدني والشرطة الحرة والمنظمات والدوائر الحكومية.