د. رغداء زيدان |
فيما يلي ملخص المقال البحثي الذي يتحدث عن صور مهمة من تاريخ الطوارئ في سوريا
للاطلاع على تفاصيل أكثر يوجد رابط تحميل في نهاية هذا الملخص السريع …
عرض تاريخي للأوبئة والمجاعات في سورية
لعل الطاعون كان الأكثر مروراً في سوريا والأشد فتكاً بأهلها عبر تاريخها، ومن الطواعين التي تم التأريخ لها بشكل لافت الطاعون الذي أصاب حلب في 1785 واستمر حتى عام 1787م، وقد انتشر في مناطق سوريَّة أخرى كدمشق وحمص وغيرها من المدن. وطاعون 1906 الذي مات بسببه الكثير من الناس، وكان منهم بعض الوافدين للبلد من الأرمن، وكان الناس يقومون بدفنهم وتشييعهم بجنازات كثيرة حتى صاروا يحملون الميت على السلم لعدم توفر التوابيت.
كان الكوليرا أيضاً يضرب سوريا بين وقت وآخر، ومنذ أيام الدولة العثمانية، وبشكل خاص في 1902-1904، وقد سمي المرض في سوريا باسم “الهوا الأصفر” لاعتقاد الناس أن سببه تغير في الهواء وفساد به.
وفي عام 1947 داهم وباء الكوليرا سوريا أيضاً، وتم التخلص منه خلال أسابيع قليلة، وآخر مرة هدد الكوليرا سوريا كان في عام 2015م، نتيجة الحصار الذي ضربه نظام الأسد على مناطق الغوطة وداريا وغيرها من المناطق الثائرة.
لم يتحسن الوضع الصحي في سوريا رغم تغير الظروف العالمية وتحسن الخدمات واستمر حتى قبل قيام ثورة 2011، وفي محاضرة ألقيت عام 2010 ذكر الدكتور إبراهيم عبد النور أنه في سوريا تنتشر:
- أمراض الأطفال السارية حصبة، خناق، سعال ديكي، شلل، ووفيات أطفال عالية 250-300 بالألف.
- وفيات شباب بنسبة عالية وخاصة وفيات الأمهات في سن الانجاب.
- الملاريا 5% من السكان.
- السل 2% مرضى و50% مصاب بالانتان.
- الحميات التيفية وحميات الكبد (اليرقانات).
- البلهارسيا (مرض طفيلي معوي) في شمال سوريا.
- البجل (تقرحات في الفم وكتل مدمرة في العظام) 150 ألف إصابة في شمال شرق سوريا.
- التراخوما (الرمد الحبيبي أو الحثر هو مرض تلوثي قد يؤدي للعمى) كانت منتشرة في الريف خاصة شمال شرق سوريا.
أمّا بالنسبة للمجاعات فلم يعاني السوريون من الجوع في التاريخ، إلا في عهد جمال باشا السفاح، وذلك خلال الأعوام 1914 ـ 1918م، وحديثاً في عهد دكتاتور سورية بشار الأسد.
السلطة والطوارئ في سورية
… فيما يخص مسؤولية الدولة عن مواطنيها فقد جاء في المادة 22 من دستور 2012: تكفل الدولة كل مواطن وأسرته في حالات الطوارئ والمرض والعجز واليتم والشيخوخة. وتحمي الدولة صحة المواطنين وتوفر لهم وسائل الوقاية والمعالجة والتداوي. وفي جائحة كورونا الحالية ورغم إعلان منظمة الصحة العالمية لحالة الطوارئ الصحية العامة لم تعلن وزارة صحة النظام عن الإصابات الحقيقية بكورونا، ومازال التعتيم سيد الموقف، ولكن النظام أصدر مجموعة قرارات للحظر والتباعد الاجتماعي منها إيقاف الأنشطة والتعليم و… لكن هذه الإجراءات لا تطبق بطريقة صحيحة، حيث يُترك الناس لمصيرهم، ويتم استغلال حاجتهم للعمل والطعام من أجل أخذ الرشاوى منهم. عدا عن نشر الأخبار الكاذبة التي يرجو منها النظام تبييض صورته أمام العالم مثل الخبر الذي نفته منظمة الصحة العالمية بعدما تم ما تداولته من قبل بعض وسائل التواصل الاجتماعي في سوريا حول التوقع بإعلان سوريا “بلداً ناجياً” من وباء “كوفيد 19” خلال فترة 21 يوماً.
وحالياً، يحاول النظام الاستفادة من الأزمة كفرصة لحشد الدعم المحلي والدولي من أجل رفع العقوبات الاقتصادية رغم أن أياً العقوبات المعنية لا تستهدف القطاع الطبي.
وبين تقرير جديد أعده معهد الشرق الأوسط لبحوث الإعلام (MEMRI)، أن كورونا وصل إلى البلاد قبل أسابيع من اعتراف نظام الأسد به علناً، وتم نقله إلى هناك بشكل أساسي من قبل أعضاء الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الموالية لإيران. وينقل التقرير مخاوف المعارضين من استغلال النظام للوباء للإعلان عن مقتل عدد كبير من المساجين الذين تم قتلهم تحت التعذيب.
لذلك فإن أهم ما يجب القيام به حالياً هو كشف كذب هذا النظام للعالم، وعدم السماح له باستغلال جائحة كورونا لتحقيق مكاسب سياسية خاصة على حساب أرواح السوريين.
لقراءة كامل المقال البحثي أو تحميله يرجى الضغط على الغلاف