د.وائل الشيخ أمين |
أحد الأخوة طلب مني أن أشاهد برنامج (قلبي اطمأن) وأعطيه رأيي فيه، ففعلت ذلك تلبية له، وفضولاً بعد الضجة الكبيرة التي أحدثها البرنامج.
دخلت اليوتيوب فتفاجأت بالمشاهدات المليونية الهائلة للبرنامج، مما زاد الفضول والحماس، فشاهدت إحدى الحلقات الأعلى مشاهدة للرجل المسن العراقي الذي يعمل في تلميع الأحذية.
بعد أن أنهيت الحلقة ما شعرت بطمأنينة في قلبي ولا أي شيء، قرأت التعليقات فرأيت تأثراً كبيراً من المشاهدين، أما أنا فلم تحرك فيّ الحلقة شيئاً!
شعرت أن نفسي هي التي تحتاج إلى النظر فيها وليس البرنامج!
أهي قسوة قلب!؟ ارجو أن لا يكون كذلك وأعوذ بالله منها.
لكن البرنامج يحاول أن يلعب على وتر عاطفي يستثير مشاعرنا لنتفاعل معه، وللمشاعر عتبة تختلف من شخص لآخر، وربما من شعب لآخر، ويبدو أن عتبة استثارة مشاعرنا صارت مرتفعة جداً.
فمن شاهد الطفل إيلان غريقاً على شاطئ البحر، ومن شاهد الأطفال يختنقون من الأسلحة الكيميائية، ومن شاهد الجثث المحترقة، ومن شاهد النساء اللاتي لم يعد لديهن إلا أنفاسهن لتدفئة أيدي أبنائهن في المخيمات، لتفشل بعد ذلك بعض المحاولات حتى يموت بعض هؤلاء الأطفال.
ومن شاهد اللاجئين السوريين الذين كانوا ثواراً في غوطة الشام فإذا غضبوا غضبةً اجتمع لأجلها مجلس الأمن، ثم صار حالهم في بعض أحياء تركيا يهربون من رجال الشرطة ويتخفون منهم لأن وضعهم غير قانوني.
من شاهد كل هذا هل سيؤثر فيه منظر المسن العراقي ذاك!
لا والله، ما اطمأن القلب ولا تحرك ولا تأثر.
فما نعلمه من سوء الحال لا تصفه البرامج ولا الأفلام.