عبد الحميد حاج محمد |
مع حاجة الشمال المحرر إلى الكثير من الاحتياجات الطبية، وخصوصًا مع انتشار فيروس كورونا حول العالم والإجراءات الوقائية في الشمال المحرر، استمر إبداع الشباب الذين أطلقوا عددًا من الاختراعات الطبية اللازمة لوباء كورونا، حيث كشفت شركة (وايت روم) في مدينة إدلب عن اختراعين ذات تصنيع محلي وكفاءة عالية وهما (جهاز pcr ، والمنفسة الاصطناعية) نظرًا لحاجة القطاع الطبي في الشمال المحرر لهم.
صحيفة حبر التقت (يامن أبو الوليد) مدير شركة (وايت روم) الذي أخبرنا عن هذا الاختراع، بقوله: “استطاع مكتب الهندسة الطبية في شركتنا بذل جهود كبيرة وجبارة لمواجهة كورونا، وقمنا بتسليط الضوء على هذه الاختراعات لأسباب عدة، أولها أن نوصل صورة إلى العالم أن المناطق المحررة هي مناطق مليئة بالإبداع والعقول المبدعة، والأمر الآخر تقديم دعم معنوي وحقيقي وخصوصًا في ظل الوضع الراهن.”
وقد أعلن فريق الشركة إطلاق جهاز pcr ، حيث لا يوجد في المناطق المحررة سوى جهاز وحيد وهو غير كافٍ لتسريع الكشف عن فيروس كورونا.
(أيوب عبد الكريم) المشرف على المشروع قال لحبر: “جهاز pcr يعمل على تكرار الحمض النووي DNA بأعداد ضخمة قد تصل إلى الملايين خلال وقت قصير، ومبدأ عمل الجهاز هو رفع وخفض درجة الحرارة.”
ويضيف عن سبب إطلاق الجهاز: ” السبب وجود جهاز وحيد في المناطق المحررة، وهو غير كافٍ لسد الاحتياجات وتسريع العمل واكتشاف الأشخاص المصابين بفيروس كورونا.”
وقد أطلق الفريق أيضا جهاز تنفس اصطناعي، وبحسب ما ذكر أن المناطق المحررة تعاني من نقص في إعداد أجهزة التنفس الصناعي، حيث لا يوجد سوى 120 جهازًا لأربعة ملايين نسمة.
يقول (عبد الكريم): “حرصًا منا على المجتمع قمنا بتقديم أول نموذج عن المنفسة، ويمكن أن تغنينا عن المنافس الموجودة في المشافي؛ لأن تكلفتها قليلة وكونها محلية الصنع ويمكننا التحكم فيها كيف نشاء.
ويحضر الفريق حاليًا لإطلاق تصميم نفق تعقيم على مداخل المشافي والمؤسسات العامة لضمان تعقيم كل من يدخل إلى تلك الأماكن، ويعمل الفريق أيضًا على بعض الإجراءات من أجل المرأة الحامل وحماية عيون الناس من المواد المستخدمة، ومن المتوقع أن يكون المشروع هذا الأسبوع جاهزًا.”
يخبرنا (أيوب): “لدينا عدة مشاريع وكلها تصب في مصلحة المجتمع ومشروع النفق الذي يحضر حاليًا، يتألف من دارة إلكترونية ومرزات ومواد تعقيم، وبذلك يمكننا تعقيم أي شخص يدخل إلى النفق.”
وقد واجه الفريق عدة صعوبات في مشاريعه التي أطلقها يلخصها (أيوب) بعدم توفر القطع وبعض الحساسات كون المعبر مع تركيا مغلق، وأوضح بأنهم يسعون لإنتاج عدد من المنافس الاصطناعية ما إن توفرت القطع بسبب النقص الكبير في المشافي.
هكذا يسعى الشباب في المناطق المحررة لسد احتياجات السوق بالخبرات المحلية، وقد برز عدد من الاختراعات في ظل الثورة السورية، إذ كان النظام يحارب أصحاب العقول المبدعة وحارب كل من أراد العمل محليًا.
يقول (يامن): “النظام بطبيعته شمولي وعنده أطر ثابتة، ويحب أن يحول الشعب إلى نسخ متشابهة مثل عقلية مربي الدواجن أن يكون الجميع متساويًا.”
ويضيف: “بعدما خرجنا في الثورة وعشنا في مناطق خالية من الأسد فتح هذا الشيء لنا أفقًا، فلم يعد العقل عند الشباب يفكر في صندوق محدد، بل أصبح إطار تفكيره خارج الصندوق.”
يذكر أن شركة (وايت روم) هي عبارة عن فريق ذاتي التمويل تأسس عام 2017 ويجمع العديد من الخبرات العلمية الموجودة في المناطق المحررة، ويعمل على سد الحاجات المجتمعية التي يصعب تأمينها من جهات خارجية، وتحوي الشركة 26 قِسمًا، ويقدم الكثير من الخدمات.