أنس الزين |
بعد غياب طويل للأندية، وتوقف الدوري السوري الحر لكرة القدم؛ نتيجة حملة النظام الأخيرة المدعومة من القوات الروسية التي هجرت قرابة مليون نسمة من منازلهم وبلداتهم، وبعد الإعلان عن وقف إطلاق النار الذي أعلنته الأطراف الضامنة، والهدوء الذي تشهده المنطقة، عادت كرة القدم إلى الأجواء من جديد، حيث أعلن (ملعب الشمال الأولمبي) لكرة القدم في بلدة (حزانو) شمال إدلب، بدء دورته الثانية التي ستقام في شهر رمضان، ولأول مرة منذ تأسيس الملعب.
صحيفة حبر التقت (أحمد زكور) أحد منسقي هذه البطولة، حيث قال: “أُقيمت هذه البطولة بهدف الترويح النفوس من ويلات النزوح والقصف والتهجير، وآخرها صعوبات الحياة التي يعيشها الشعب هنا في المحرر، فلم نرَ إلا كرة القدم لننسى تلك الصعوبات ونشعر بأن السعادة موجودة ولم تغب، فنحن من نصنع السعادة لأنفسنا رغم كل شيء.”
وأضاف (زكور): “هذه ليست البطولة الأولى التي نقيمها في الشمال السوري، فكل فترة يقوم أحد الملاعب الموجودة في المنطقة بفتح بطولة ونقوم من خلالها بالمشاركة، وفي المحرر بشكل عام يوجد في كل قرية فريق من أبناء البلدة يمثلها.”
وأوضح (زكور) عن أسماء الفرق المشاركة في البطولة، حيث بدأ بأصحاب الأرض فريق (القادسية) المعروف بقوته، وفريق (اتحاد كللي) العنيد، وفريق من بلدة زردنا، وفريق (نسور حزرة)، وفريق من سرمدا، وفريق (حمص العدية) بالإضافة إلى العديد من الفرق المشاركة من القرى والبلدات المجاور، حيث استهدفت البطولة فئة الشباب والرجال كما يستطيع كل فريق مشاركة12 لاعبًا أعمارهم من 18 عامًا وما فوق.
ماذا يحصل الفريق المشارك في البطولة؟ يجيب (زكور): “في كل بطولة نقيمها نأخذ من الفرق المشاركة مبلغًا من المال يصل أحيانا إلى 50 ألف ليرة سورية،
نقسم المبلغ إلى جوائز قيِّمة للفريق الفائز بالمركز الأول والمركز الثاني، بالإضافة إلى لباس كامل للفريق، أما بالنسبة إلى المباريات في الدور الأول والدور الثاني فإنه بعد كل مباراة يتم تكريم أفضل لاعب في كل فريق، كما يتم تكريم الحكام القائمين على المباراة.”
وختم (زكور) قائلاً: “لاقت البطولة حضورًا كبيرًا من الجماهير والمشجعين الذين يحولون أجواء الملعب إلى أجواء مليئة بالفرح الذي يجمع القرى المتجاورة فيما بينها، كما شهدت المباريات روح التعاون والأخلاق الجيدة، لاسيما في الظروف التي يعيشها أبناء المحرر في الشمال التي غاب عنها أجواء الفرح وخيم مكانها أجواء القهر والهموم.”
تجدر الإشارة إلى أن هذه البطولات قد تكون خطيرة؛ لأنها تخالف التعليمات الصحية التي تؤكد ضرورة التباعد الاجتماعي وعدم خلق تجمعات، لكن عشق كرة القدم هو من يدفع الناس البسطاء للقيام بهذه النشاطات الترفيهية التي تخرجهم من جو الحرب، لا سيما بعد عملية عسكرية ضخمة استمرت لعام كامل.
ويذكر أن النظام السوري قام بسرقة وتخريب الملاعب العشبية في المناطق التي سيطر عليها في ريف إدلب، وذلك بحسب صور تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، علمًا أن بعض ملاعب المحرر أفضل من الملاعب الموجودة في مناطقه؛ وذلك لعدم اهتمامه بتحسين الواقع الرياضي وترسيخ كامل الميزانية لدعم القطاع العسكري.