تقرير محمد ضياء أرمنازي
“نعم للمخدرات”، هذا ما كتب على ملصقات (حملة ساعدني لأشفى).
تنتشر الحبوب المخدرة وبعض الأنواع الأخرى كالحشيش والمرجوانا بين أيدي فئة من الشباب في مدينة حلب المحررة، وتنتشر معها أيضاً عادات غريبة كالإدمان على شمِّ البنزين ولاصق الشعلة أيضاً!!!
كما أنَّ الإدمان كثيرًا ما يرتبط بالسرقةوالجنس وممارسة الدعارة، وممكن أن يقود في بعض الأحيان إلى القتل، وغالباً ما يرتبط الإدمان باحتمال انحراف المدمن مع المجرمين وتجار المخدرات وخصوصاً عند نفاذ نقوده وحاجته الملحة إلى الجرعة التي أدمن عليها.
لكن هل بالغنا في المقدمة أم كان الوصف دقيقاً؟
يقول: أبو عبدو: “أنا لست صيدليا، لكنني أحمل شهادة البكلوريا وأعمل في هذه الصيدلية منذ تسع سنوات، ولا أبيع أي دواء فيه مخدر إلا بموجب وصفة طبية أو حالة مرض واضحة، وأنا أميز بين من يريد شراء الدواء للحاجة الطبية، وبين من يريد شراء الدواء للتجارة أو التعاطي، ونحن من واجبنا أن نميز بين الحالتين، فنحن مسؤولون أمام الله وأمام ضميرنا.
للأسف لايوجد أي رقابة على بيع الأدوية المخدرة فيالصيدليات التجاريةخصوصاً تلك التي تبيعالأدويةالمخدرة لأي شخص مقابل المال،فهناك أدوية مخدرة تباع بأكثر من عشرة أضعاف ثمنها الطبيعي مثل: الترامادول أو التفاحة والبالتان وغيرها من الأدوية المخدرة.”
ولأهمية هذه المشكلة الخطيرة أقامت الطبابة الشرعيةمع مديرية الصحة والشرطة الحرة وبالتعاون مع عدة مؤسسات وجمعيات، حملة توعية ضد تعاطي المخدرات في مدينة حلب المحررة.
وبدأت الحملة التي سميت (ساعدني لأشفى) تحت شعار “يد بيد ليكون المجتمع خاليا من الإدمان”،حيث استهلتالحملة عملها بنشرالملصقاتوالمنشورات الداعمة للحملة داخل مدينة حلب،وأقامتندوة في إحدى الصالات تمَّ من خلالها عرض فلمعن مضار تعاطي المخدرات.
وقد تكلم مدير الطبابة الشرعية “أبو جعفر” عن مشاكل الإدمان وخطورته على المجتمع بصورة عامة وعلى الأسرة والفرد بصورة خاصة، وعن كيفية علاج هذه الحالاتعن طريق التوعية أولاً، ومساعدة المدمنين على التخلص من الادمان ثانياً،كما حدثنا عن تخصيص رقم لهذه الحالات ريثما يتم افتتاح مركز مختص لمعالجة حالات الإدمان في المناطق المحررة، والذي سيتم قريباً، أمّا الآن فيوجد مراكز مؤقتة لعلاج هذه الحلات.
وأضاف مسؤول الشرطة الحرة في قسم الكلاسة وبستان القصر الملازم أول رائد حمد قائلاً: “أعتقد أنَّالمسؤولية في الحفاظ على الشباب من هذه العادة تقع علىالعائلة أولاً، وليست على الشرطة فقط، لأنَّ العائلة هي الحلقة الأولى في بناء الإنسان ويقع جزء من المسؤوليةعلى المجتمعومجالس الأحياء والمشافي”.
لكن من خلال معاينتنا للواقع تبين لنا أنَّه من أهم أسباب انتشار الإدمان بين الشباب هو توفر الأدوية المخدرة بسعرها البسيط نسبياً وسهولة الحصول عليها وتنقلها بين المناطق المحررة بكل سهولة من خلال الصيدليات التي صار يفتتحها بعض التجار والباعة دون أن يكون لديهم أي خبرة في مجال العمل الصيدلي.
ويلجأ معظم التجارإلى نشر بضاعتهم في الداخل المحرر عن طريق شراء المواد الأولية، ثمَّ نقلها إلى ورشاتبسيطةحيث يتم تصنيعها بضغط البودرة المخدرة بمكنات يدوية على شكل حبوب دواء، وبهذه الطريقة يسهل نقل هذه المخدرات بين الجيوب والحقائب ويسهلبيعها ونقلها من شخص إلى آخر.