خاص حبر – القامشلي
بعد إقدام النظام السوري على اعتقال اثنين من عناصر وحدات القوات الكردية في مدينة القامشلي/قامشلو شمال شرقي سوريا، وتحويلهم على الفور إلى سجن العاصمة دمشق في الثامن عشر من شهر نيسان/أبريل الجاري، ومحاصرة ميليشيات النظام السوري المتمثلة بالدفاع الوطني دورية تابعة للقوات الكردية في دوار “سبع بحرات” في المدينة، وإطلاق الرصاص عليهم، ما أدَّى إلى فقد حياة اثنين من قوات الأمن الداخلي الكردية “الأساييش” وجرح 3 آخرين ،اندلعت الاشتباكات في يوم الأربعاء 20 نيسان/أبريل الجاري بين القوات الكردية التابعة للإدارة الذاتية، و النظام السوري والميليشيات الموالية له في مدينة القامشلي.
حيث بدأت الاشتباكات في تمام الساعة الحادية عشر من ظهيرة يوم الأربعاء في شارع الوحدة وسط المدينة، ودامت لساعات متأخرة من الليل، قتل خلالها 29 عنصراً من ميليشيات النظام السوري وجرح نحو 40 آخرين، كما قتل 5 عناصر من القوات الكردية، وطالت الاشتباكات المدنيين الذين كانوا موجودين وسط المدينة حينذاك، وفَقد نحو 7 مدنيين لحياتهم وجرح آخرين.
وشملت الاشتباكات الأحياء الوسطى “البشيرية ” ووسط المدينة،ومنطقةالسوق”المربع الأمني”وحي علاياشرقي المدينة، وسيطرت القوات الكردية خلالها على الفرن الآلي قرب المربع الأمني الواقع في الشارع السياحي، وسجن علايا المركزي شرق المدينة، وحاصرت القوات الكردية سجن علايا المركزي لـ 9 ساعات، وطلبت من عناصر النظام السوري الاستسلام، ونشبت الاشتباكات لساعات متأخرة من ليل الأربعاء 20 نيسان، وفي صبيحة الخميس 21 نيسان، سلَّم نحو 80 عنصراً من قوات النظام الذين كانوا محاصرين ضمن السجن المركزي نفسهم للقوات الكردية، ومن بين العناصر الذين سلموا نفسهم نحو 20 عنصراً كانوا إيرانيين، وعناصر من حزب الله.
وتجددت الاشتباكات في 22 من نيسان في المدينة، وقام النظام السوري بقصف المدينة بالمدفعية الثقيلة من الفوج 54 وفوج “طرطب” جنوب المدينة، وراح ضحية قصف النظام السوري نحو 17 مدنياً وفق مسؤولين في هيئة الصحة التابعة للإدارة الذاتية، وفي ساعات الليل أُعلنت الهدنة بين النظام السوري والقوات الكردية، بعد ورود أنباء عن زيارة وفد من العاصمة دمشق إلى مطار القامشلي والاجتماع بالقيادات الكردية، وأُعلن وقف إطلاق النار دون شروط أو اتفاقيات أخرى، وتستمر الهدنة حتى يوم 23 نيسان/أبريل الجاري.
تجدر الإشارة إلى أنَّ القوات الكردية تفرض طوقاً أمنياً على حارة الطي المعروفة بولائها للنظام السوري جنوب المدينة، والحي مركز لوجود ميليشيات الدفاع الوطني بقيادة “محمد الفارس”.