بعد أيام قليلة نودع شهر رمضان المبارك شهر الطاعات، إلى جانب كونه شهر التطوع عند الشبان السوريين الذين ساهموا بتقديم عشرات الحملات التطوعية التي كان (لصحيفة حبر) دور في تغطية أبرزها إعلاميًا، ليصل صداها لكل الناس حثًا لهم للمساهمة وتقديم العون في ظل الظروف الصعبة التي تعاني منها مناطق الشمال السوري المحرر.
وفي مبادرة جديدة أطلق فريق تكافل التطوعي حملة “سكبة رمضان” التي تسعى لمد أواصر الحب بين السوريين.
و”تكافل” هو فريق خيري غير ربحي، نشأ بفكر شباب واعٍ يؤمن بأن الاعتماد على الذات بحسب مسؤول الفريق (عبد الحليم الخلف).
وقال الخلف: “إن الفريق يهدف إلى تأمين فرص عمل للمحتاجين، ودعمهم ماديًا لتكوين مشاريع ربحية من شأنها أن تساعدهم على العيش بكرامة دون طلب العون من المنظمات والأفراد.”
ونوه أن فريق تكافل يعتمد على جمع التبرعات من الأشخاص سواء في الداخل أو الخارج، خاصة أن الفريق حديث التشكيل ولا يتوفر الدعم الكافي للقيام بكل ما يحتاجه أهلنا في المحرر.
وعن حملة (سكبة رمضان) قال الخلف: “لقد زرنا بعض المنازل التي يقطنها النازحون في رمضان، وفي الحقيقة اخترنا موعد الإفطار للقيام بالزيارة؛ وذلك من أجل الكشف وبشكل واقعي على الحالات.
للأسف الشديد وجدنا حالات يرثى لها، إحدى العائلات تتناول وجبة الإفطار بعد يوم صيام، والوجبة عبارة عن الزيت والزعتر فقط، وعائلة أخرى وجبتها كانت عبارة عن شوربة العدس فقط.
تلك الحالات تدمي القلوب، وتكسر الوجدان، ونظرًا لحداثة فريقنا وعدم توفر الدعم الكافي لإعانتهم وعجزنا عن تلبية مطالبهم، خطرت لنا الفكرة وهي أقل ما نقوم به تجاه الفقراء والنازحين.”
وتهدف الحملة نقلاً عن (الخلف) إلى تذكير الناس ببعضهم ببعض، وإعادة تجسيد التآخي وإعانة الفقراء ولو بشيء بسيط ممَّا نتناوله في منازلنا.
وعن خطة الحملة أشار الخلف إلى أن “الفريق طبع عددًا من البروشورات ونظم مسيرة توعية في الشوارع والأسواق بهدف تذكيرهم بالفقراء وملامسة قلوبهم البيضاء.
كما تركزت الحملة في مدينة إدلب وبلدة المسطومة جنوب إدلب، حيث يوجد في هاتين المنطقتين عدد كبير جدًا من النازحين الفقراء.”
وختم (الخلف) بقوله: “إن تفاعل الناس كان إيجابيًا والحمد لله، لكن ليس مئة بالمئة، فلابد أن نذكر بأن العديد من الناس لم يعد يقتنع بهذه الأمور وعدد منهم يحتاج المساعدة بالفعل وليس التحفيز والتذكير.”
والجدير بالذكر أن فريق تكافل أطلق عدداً من المشاريع، منها حملة توعية للتصدي لجائحة كورونا عبر توزيع بروشورات تحث الناس على الالتزام بقواعد السلامة التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية، بالإضافة إلى تأمين عدد وجبات إفطار للصائمين الفقراء والنازحين في مدينة إدلب، وأخيرًا كانت حملة (سكبة رمضان) التي تركت صدى بين السوريين في إدلب، خاصة أنها تراث شعبي تتوارثه الأجيال من جيل لآخر .