بقلم عبد الله درويش
خرج الشعب السوري لينادي في الحرية كأقل الحقوق للبشر، فتعرض للقمع الوحشي الذي طال كلَّ مكوناته.
وكان لفقد الرجال أثر كبير على من خلفهم من النساء اللواتي ترملن ووجدن أنفسهن وجهاً لوجه أمام تحمل المسؤولية التي كان يقوم بأعبائها أولئك الرجال، فأصبحت المرأة بذلك هي الأم و الأب، فباتت تعمل في معظم المجالات، ولكن فوق حزنها على زوجها كانت في انتظارها نظرات الاستهجان ممَّن حولها، وظلم ذوي القربى كان أشد في كثير من الأحيان عليها، فأهل الزوج يريدون الأولاد، وأهلها يريدون تزويجها، ما أدَّى إلى تعرضها لمنزلقات، وأصبحت تعيش أزمات نفسية، فتشتت بين حزنها على زوجها، وبين مسؤوليتها على نفسها وعلى أولادها، وبين نظرة من حولها، فنسيت أنوثتها وباتت تعمل معظم اليوم، وانعكس ذلك على تربية الأولاد الذين هم الجيل الذي يجب أن يُعدَّ من أجل التغيير، لذلك نسلط الضوء في هذه المقالة على القوارير، ليرفق بهم المجتمع، فبدلاً من نظرات الاتهام يجب على المجتمع ومن لزمه الأمر أن ينمِّي هذه المرأة ويعدها، فإعداد الأم هو إعداد جيل واعٍ، ويجب علينا تأمين أعمال كريمة تليق بها كأنثى خاصة في ظلِّ قلة الرجال بين مهاجر أو معتقل أو شهيد أو مقاتل، فالحاجة إلى خدمات النساء في تنمية المجتمع ورعاية الجيل أمر لا بدَّ منه.
وممَّا هو معروف فإنَّ المرأة هي قنبلة موقوتة في الحروب، فالمجتمع الواعي يجعل من المرأة شريكاً أساسياً في التنمية والبناء، أمَّا المجتمع السلبي هو الذي يفجر هذه القنبلة فتؤثر على من حولها، وهنا نستحضر قول رسول الله صلى الله عيه وسلم:
(النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم)
فالمأمول أن يكون مجتمعنا كريماً، فيساهم في إكرام هذه المرأة وتنميتها، وألا يكون لئيما، فتفسد عفتها ويفسد هو ويتشظَّى بفسادها، ومن الإيجابية أن نتخلى عن النظرة التقليدية للأرملة، فلا نجعلها عرضة للاتهام في كل حركة أو التفاتة، ولا نجمع عليها مصيبة فقد الزوج وقسوة المجتمع، علينا أن نفعِّل دورها كشقيقة وشريك أساسي للرجال في إعداد الجيل وإعمار البلد.