أميمة محمد |
أقام مركز حرمون للدراسات المعاصرة بالتعاون مع تجمع ثوار سورية، ندوة سياسيةً في مدينة (سرمدا) شمال محافظة إدلب يوم السبت الماضي، تحت عنوان: (التنمية السياسية في سورية المستقبل)، وذلك لنشر التوعية السياسية والتنمية الثقافية للمرأة على حد سواء، وتمكينها من المشاركة السياسية كونها واحدةً من أهم الطروحات التي تشغل دول العالم، والتي ظهر مفهومها في الفترة الزمنية التي تلت انتهاء الحرب العالمية الثانية، وسعي الدول لتطوير قدراتها السياسية من خلال تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية مع الدول الأكثر كفاءة سياسية، فهي عملية متكاملة تهدف إلى تحقيق الرفاهية لكل أفراد المجتمع.
إن قضية المشاركة السياسية للمرأة في سورية، ومساهمتها في صنع القرار السياسي على مستوى مؤسسات الدولة أو منظمات المجتمع المدني، من القضايا التي تحتاج مقاربة مختلفة وغير تقليدية في التعامل معها، وللندوات عادةً دَورٌ في تشجيع المرأة على ممارسة الحياة السياسية وتعريفها بدورها وتمكينها من خلال تحفيزها على المشاركة السياسية بجميع أشكالها في سورية مستقبلاً على عكس دورها المهمّش في السابق.
(عبير الحسين) الأخصائية في الفكر السياسي والمحاضرة في الندوة أوضحت المحاور التي تناولتها الدورة، حيث تناولت تعريف التنمية السياسية بشكل عام، والمرتكزات والمقومات التي تقوم عليها، ثم تحدثت عن نوع التلازم السياسي بين مجالات التنمية كافة (السياسية، والاقتصادية، والثقافية، والاجتماعية..) ودور المناخ السياسي في موضوع التنمية السياسية، والتغيرات المطلوبة لإحداث تنمية حقيقة.
وتابعت (الحسين) قائلة: “تناقشنا في السبل الممكنة لخروج سورية من مأزقها الراهن، من خلال تحقيق برامج التنمية المتكاملة على نحو شامل ومستدام، والسعي لأن يكون هناك ندوات وتدريبات أكثر شمولية في المناطق المحررة، وقد لاحظت رغبة كبيرة لدى النساء بالتعرف على التنمية السياسية لمعرفة دورهنَّ وتعزيزه في المجتمع.”
(ماجدة العلي) إحدى النساء الحاضرات في الندوة تقول: “أصبح لدينا فكرة شبه كاملة عن التنمية السياسية والاقتصادية، ودور المناخ السياسي الذي ساد في سورية البعث، وتأثيره في مختلف جوانب التنمية، والافتراق الحاصل بين التنمية الاقتصادية وباقي مجالات التنمية، والذي قاد إلى سلسلة من الأزمات التي انتهت بـ (الانفجار السوري الكبير) وما تلاه من انهيار سياسي واقتصادي واجتماعي وضع سورية تحت نفوذ الدول المتدخلة (كروسيا، وإيران) وأيضًا تعرفنا على مدى أهمية دور المرأة في سورية مستقبلاً.”
وعدَّتْ (ضياء عمير) وهي من الحضور أيضًا أن “من شأن الندوات والالتحاق بها زيادة ثقافة المرأة على الصعيد السياسي والاجتماعي، لتعي ما يحدث حولها حتى وإن لم تكن أكاديمية ومشاركة في الشأن السياسي.” وتأمل (عمير) أن تكون المرأة لها قرارات وجزء لا يتجزأ عن دور الرجل في المشاركة السياسية.
من الجدير ذكره أن الاتفاقيات والمواثيق والعهود الدولية، أقرّت جميعها بمبدأ المساواة بين الرجال والنساء، وأكدت ضرورة القضاء على التمييز بجميع أشكاله، وقد أصدرت الأمم المتحدة إستراتيجية في ديسمبر٢٠١٧ ضمَّ الهدف الخامس منها على (تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات)، ومن ضمن المقاصد التي تضمنها الهدف: “كفالة مشاركة المرأة مشاركة كاملة فعّالة وتكافؤ الفرص المتاحة لها للقيادة على قدم المساواة مع الرجل على جميع مستويات صنع القرار في الحياة السياسية والاقتصادية والعامة”.
ولا شك أن للمرأة السورية دور في كثير من مجالات التنمية الاجتماعية على وجه الخصوص، ولكن الحرب والعادات والتقاليد ضيّقت عليها، ونسبة مساهمة المرأة ستحدد إلى حدّ بعيد مصير عملية التنمية ككل، وستمثل قيمة إضافية لانتشال المجتمع من ذكوريته الخام، ما ينعكس إيجابًا على وضع المرأة والمجتمع على حدّ سواء.