محمد فخري جلبي – النرويج
لماذا يخجل العرب من ذكر النعال؟!
أليس النعل يحفظ القدم من البرد والحصى وزجاجات الكحول المحطمة في شوارعنا؟!
أليس القائد العربي حين يسافر إلى الغرب ليبيع النفط ويبيع الشعب ويبيع التاريخ يلبسه برأسه، عذرا بقدمه؟!
أليس للانفعال الشتوي بداخلنا وجه خشن كأوجه النعال؟! فألف مدينة عربية أمامنا تقتل، ونحن مازلنا نتهم بعضنا بالشيوعية، والنازية، وبحزب الطربوش، وأتباع البوش بوش، ولا ننفعل إلا للشتائم، وفوق حلبة السرير الذي فيه من النساء أربع.
أليس عندما نهرب من الوطن ونتركه خلفنا ليجابه الأقدار وحده لا نأخذ من الوطن شيئا سوى نعال أقدامنا؟!
أليس للفن في وطننا سراديب مخفية، ولغة سحرية، وثياب قصيرة، وأذرع تمد تحت الطاولة؟! وإن كان صاحب الفن يتقن تلك الشعوذات ينال جائزة نعلا جديدا بين النعال، والكاتب الحر يعبرُ القارات حافيا يطمح بنعل يرافق رحلة النسيان ….
فلماذا يخجل العرب من النعال ؟!!
أليس للنعل مشاعر وأحاسيس وشرف يكنى به؟! فقد سبق الطنبوري وجاء الحذاء قبله بالمسمى (حذاء الطنبوري) وكذلك يئن ويشتكي، حيث يقول العملاق نزار قباني:
شعب إذا ضرب الحذاء برأسه صرخ الحذاء: بأي ذنب أضرب؟!
فالأمر ليس بمعيب، وللنعال في حياتنا حيز كبير، فكم نعل تولى السلطة؟! وكم نعل أصبح قاضيا يحلل الباطل؟! وكم ………
وتمر السنون متسارعة، ونعال كانت للأقدام حافظة، أصبحت قادة لأمة ليست ترى ….