بشرى اليوسف |
لطالما كانت مشكلة الخريجين العاطلين عن العمل متجذرة بالمجتمع السوري بشكل عام، ومع ازدياد الأزمة الحالية أصبح الحصول على فرصة عمل بين الخريجين أمر معقد للغاية.
(صحيفة حبر) رصدت هذه الظاهرة وبحثت في أسبابها، فالتقت العديد من الخريجين العاطلين عن العمل الذين اختلفت أسبابهم من شخص لآخر.
يوضح لنا الشاب (جميل) خريج قسم التاريخ من كلية الآداب بجامعة إدلب أسباب هذه المشكلة بقوله: ” إن ذلك يعود إلى عدم الاهتمام بالمجال التعليمي، والإهمال من قبل الجهات المسؤولة، وقد قمت بالبحث كثيرًا في المجمعات التربوية عن وظيفة ولكن دون جدوى؛ وذلك لقلة الدعم وكثرة الواسطة، وكذلك بحثت في المنظمات ولكن أيضًا دون جدوى، والسبب يجب عليَّ معرفة بالجهات المسؤولة.”
في حين يرى (جميل) أن “الحل يكون على عاتق الجهات المسؤولة على التعليم، بأن تهتم به أكثر كونه الأساس، كي لا يذهب تعبنا هباءً، فأربع سنوات دراسة انتهت بالجلوس في المنزل دون عمل. “
وقد أثر هذا الأمر بشكل سلبي على حياة الخريجين؛ لأن أحلامهم وطموحاتهم التي رسموها تلاشت وأصبحت هباءً منثورًا، وبحسب وصف (جميل) فإن ثقة الفرد بنفسه ضعفت، وإن الأمر أثر على المجتمع والفرد؛ لأن الإثنين جزء متكامل.
أما (ناديا) فقصتها مختلفة حول فرصة العمل، فهي خريجة لغة عربية في جامعة إدلب، حيث أخبرتنا أنه بعد تخرجها قدمت على مسابقة منظمة (قبس) ونجحت وعملت مع المنظمة لغاية فترة انتهاء عقدها، وأضافت: “عند تجديد العقود لم تدعُني المنظمة لتجديد العقد بسبب خلافي مع المديرة.”
وتابعت (ناديا) في حديثها أن “زوج المديرة يكون مسؤول تعليم المنظمة، فقاموا بالانتقام مني ومنعوني من العمل معهم، وبعد ذلك عملت في مدرسة في قرية أخرى، وأيضًا توقفت عن العمل، وحاليًا أقدم على وظيفة في المنظمات، ولكن دون جدوى.”
ونوهت (ناديا) إلى وجود حمَلة شهادات بكلوريا توظفوا بالواسطة، وأضافت: “منذ عامين عندما تبنى لواء الحرية المدارس هنا، عينوا أشخاصًا لديهم شهادات بكلوريا وأشخاصًا خريجين لم تسنح لهم الفرصة للعمل، وهذه معاناة الكثيرين.”
ووصفت (ناديا) بأن “حمَلة الشهادات الثانوية الذين عُينوا ليس لديهم إمكانية للتدريس.
وترى (ناديا) أن ” الحل كائن بالاعتماد على الشهادات بالوظائف، وكل فرد يأخذ فرصته بإمكاناته؛ فعندما يتقدم أشخاص لدى وزارة التربية تأخذ فرصهم أشخاص آخرون.” في إشارة منها إلى أن الواسطة مازالت موجودة.
(بتول) خريجة تاريخ في العام الماضي من كلية الآداب بجامعة إدلب، إلا أن الحظ لم يحالفها لتحصل على وظيفة، رَغم بحثها المستمر، مُرجِعةً السبب إلى عدم طرح مشروعات جديدة تؤمن فرص عمل للخريجين، وكذلك لوجود الفساد الإداري الحاصل بأغلب المؤسسات والمنظمات.
وقد أثرت هذه الظروف كثيرًا على الخريجين الذين ينتظرون أن يحالفهم الحظ أو عدالة إحدى المنظمات، وتُرجِع (بتول) الحل إلى “تحسين واقع المنظمات والمؤسسات الإداري بوضع شروط للقبول بالوظيفة، ووجود لجنة للتوظيف في كل منظمة للحد من بقاء الوساطات والمحسوبيات، وأيضًا طرح مشروعات جديدة تؤمن فرص عمل للخريجين والقضاء على البطالة.”
يبقى الوضع الذي تعيشه المناطق المحررة هو السبب الأكبر في انعدام فرص العمل وانتشار البطالة، فالكثافة السكانية الكبيرة وكثرة الخريجين جعلت هناك فائضًا ونقصًا في فرص العمل.