ندى اليوسف |
في جامعة إدلب، وفي مشروع هو الأول من نوعه في المحرر، شكَّل بعض طلاب الجامعة (نادي القُراء).
صحيفة حبر التقت (عبد الله الإسماعيل) المشرف على النادي الذي حدثنا عن تأسيس النادي وهدفه، بقوله:” إن نادي القراء تأسس عام 2018 بمبادرة من مكتب الطلبة التابع لجامعة إدلب، وهو مشروع ثقافي يُعنى بتعزيز ثقافة القراء لدى الشباب، ويهدف إلى تشكيل قاعدة كبيرة من القراء على أرض الواقع وعلى الإنترنت”. ويحمل النادي اسم (تكوين) الذي يعني” تكوين عادة القراءة لدى الشباب”.
وأكد ( الإسماعيل) أن “العمل في البداية كان قائمًا على القراءة الورقية فقط، لكن بسبب ضعف الإمكانات المادية اقتصر العمل على القراءة الإلكترونية”.
ونوه إلى أن “الفريق وضع خطة قائمة على فكرة البرامج القرائية، حيث يضم برنامج (تكوين) تسعة كتب مختلفة، نقوم بالقراءة وننسق وردًا يوميًا يتناسب مع أهداف البرنامج، وهناك مجموعات تفاعلية خاصة بالقراءة تتم من خلالها مناقشة الورد اليومي وبلورة أفكاره بين القراء”. وفي نهاية كل كتاب توجد مهمة خاصة بالكتاب وضحها الإسماعيل بقوله: “تتألف من مجموعة أسئلة يجيب عليها القارئ، ويحصل المتميزون في هذه المهمة على الكتاب التالي في البرنامج بشكل ورقي كجائزة لإنجازهم، إضافة إلى وجود مسابقة في نهاية كل كتاب أسميناها مسابقة للقراء آراء، وذلك لتكون مهارة الكتابة مهارة مطالعة كمهارة القراءة يكتسبها القارئ من خلال البرنامج. ”
ونوه الإسماعيل إلى أن وجود جلسات فيزيائية تجمع القراء لمناقشة أفكار الكتاب، لذلك تم تنظيم القراءة في مجموعات تفاعلية بناء على مكان إقامتهم.
وقد لاقى النادي صدى واسعًا بين الوسط الثقافي، عبر عنه (الإسماعيل) “بوجود تفاعل إيجابي وممتاز من قِبل القراء بفضل نشاطنا الفعال”.
(سليم شبيب) مشرف المجموعة الأولى، متخرج من المعهد التقاني الهندسي، قال: “إن عدد القراء في المجموعة 20 قارئًا، وحسب الخطة الإستراتيجية لمشروع (تكوين) بدأنا برواية (مزرعة الحيوانات) لجورج أوريل، والآن نقرأ (الذاكرة التاريخية) لجاسم سلطان”.
أما (حسن خليفة) فهو طالب هندسة مدنية في السنة الرابعة، قال: “انضمامي إلى نادي القراء تجربة جديدة، ورغبةً مني لزيادة الثقافة التي سأحصل عليها”.
وقد أكد حسن أنه استفاد بانضمامه للنادي لكون الكتب الموجودة بالبرنامج مفيدة، كما كان قبل النادي يقرأ بشكل قليل، ولكن بعد النادي أصبح يحب القراءة.
إلا أنه شكا من ناحية الإلزامية في طرح الكتب والإلزام بكتاب محدد، حيث يرى ” أن يكون هنالك استطلاع حول الكتاب المناسب لهم. ويرى أن نادي القُراء تجربة جيدة تزيد من وعي الشباب، وهو فكرة ستنجح ولكن مع الوقت إذا تم التركيز والعمل بجد لإنجاحها. وممَّا أسعد (حسن) حصوله على كتاب هدية من النادي نتيجة اجتيازه الاختبار.
القراءة تُرمِّم النقص لدى الإنسان، هذا ما حصل مع (سنا) طالبة تمريض سنة أولى، حيث قالت: ” شعرت بنقص في حياتي من ناحية التفكير، وهنالك خمول في عقلي، وتركيزي قليل في الدراسة، لكن بدأت أتحسَّن بشكل كبير وزاد استيعابي الدراسي بعد دخولي إلى نادي القراء.”
أما عن رأي (سنا) في النادي، فترى أنه فكرة رائعة وجديدة، وتتوقع أن يحقق نجاحًا كبيرًا رغم معرفة الناس القليلة به.
الجدير بالذكر أن مبادرة (نادي القراء) قد تساعد في سد النقص الحاصل في القراءة لدى الكثير من الطلاب الجامعيين في المحرر، نتيجة عدم وجود عدد كافٍ من المكتبات الفاعلة التي تلبي كافة الأذواق والاهتمامات.