غسان دنو |
تستمر معاناة النازحين من ريف حلب في مخيم (الفرقان) الواقع ضمن أرض زراعية بين مدينة معرة مصرين وجنوب بلدة حربنوش، حيث يعيشون ظروفًا سيئة.
صحيفة حبر استجابت لشكوى وصلتها من سكان المخيم، والتقت مديره (أحمد عبد العزيز) الذي أطلعنا على تفاصيل المحنة التي ألمَّت بالمخيم جراء السيول الأخيرة.
يقول السيد (أحمد): “يقع المخيم ببقعة جغرافية تشبه الوادي، وتم إنشاء خيمه من قبل الهيئة الفلسطينية السورية على أرض شخصية، وبسبب الأمطار التي ضربت المنطقة مؤخرًا، حدث طوفان أغرق الخيم وزاد من معاناة 180 عائلة هُجّرت من ريف حلب الغربي تقطن فيها.”
وعن الاستجابة من قبل المنظمات الإغاثية أضاف: “تم إرسال مناشدات إنسانية لفتح قنوات مائية تساهم بتصريف المياه الناتجة عن الأمطار، ومنع تشكل السيول قبل الشتاء، وشق طرق، ولكن لم تتم الاستجابة إلا بمساعدات إسعافيه (سلل نظافة) من منظمة (بناء).”
وحذر (الصادق) من كارثة حقيقة ستواجه السكان في فصل الشتاء، خاصة مع ضعف الحالة المادية وكثرة الحالات الإنسانية لقاطنيه، مُردفًا “ليس هناك مكان يذهبون إليه.”
وتُظهر الصور التي حصلت عليها (صحيفة حبر) غرق العديد من الخيام، وتضرر الممتلكات والمقتنيات البسيطة للنازحين الغائصين بالوحل.
الحاجة (مريم عبد القادر إبراهيم) ناشدت المنظمات لإيجاد حل، فهي أم لتسعة أطفال بينهم ابنتها التي هي أيضًا أرملة ولديها طفلة.
وتضيف الحاجة (مريم): ” لدي أربعة أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، وليس لدي ثمن الخبز الذي أحتاج منه خمس ربطات يوميًا، ولا أحصل إلا على ربطتين.”
وتابع: “خرجت من بلدة (منطف) في جبل الزاوية بعد أن تقدمت مليشيات الأسد نحو (خان السبل، وكفر بطيخ) وأصبح قريبًا منا، فهربنا واستقرينا هنا منذ نحو 6 أشهر.”
وعن المساعدات التي تسلمتها خلال هذه الفترة أوضحت: ” لم نستلم سوى أربع مرات خلال هذه الفترة، بالإضافة إلى بعض المساعدات من فاعلي الخير، ولم ينفعني التسجيل في مجلس (حربنوش) المحلي بشيء، فدومًا يقولون لي لم يأتِ اسمي!”
كما أفاد الأستاذ (حسين علي عبد الكريم) لحبر بأن ” كل ما قاله جيرانه صحيح ومن الضروري الاستجابة له، ولكن يجب تأمين حل لعشرات الطلاب المتضررين من النزوح، عبر تأمين خيم كبيرة لتكون بديلًا عن الصفوف، وقرطاسية ومقاعد وسبورات تساعد المدرسين المتطوعين بتأدية واجبهم، وتحفز الطلاب المنقطعين عن الدراسة منذ محو عام بسبب ظروف القصف.”
كما طالب “بإنشاء نقطة طبية في المخيم الذي يقطنه أطفال وعجائز وأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهم بحاجة رعاية صحية وليس عربة طبية متنقلة زارتهم فقط مرتين خلال فترة وجوده في المنطقة.”
(صحيفة حبر) بدورها تواصلت مع المجلس المحلي لبلدة (حربنوش) والتقت السيد (محمد) الذي أكد أن “المجلس يسعى لتأمين احتياجات 64 مخيمًا منتشرًا في محيط البلدة، وليس فقط سكان مخيم الفرقان من يحتاج للمساعدة، فهنالك أكثر من 100 ألف نسمة موجودين ضمن هذه المخيمات، وحاليًا يجري العمل على رفع كافة أسماء المخيمات إلى الجهات المعنية بالإغاثة.” مؤكداً أن الجميع سيحصل على حقه.
وختم منوهًا إلى أنه استلم رئاسة المجلس منذ 15 يومًا فقط، وهناك العديد من المهام العالقة، ويتم حاليًا وضع خطة كاملة؛ لتأمين احتياجات سكان المخيمات مع إدارة المجلس الجديدة.
1 تعليق
علي
شكرا لمن غطى الحدث
والرجاء من الجهات المختصة الاستجابة لمتطلبات هذا الحدث