يبدو أن الحرب الإعلامية التي يمارسها الناشطون بدأت تزعج النظام وتضعه بمواقف جدية أدانته في كثير من الأحيان وخاصة بعد حملة الصور الحمراء والهاشتاجات التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي وسببت صدىً إعلاميا واسعا وضع النظام في موقف محرج.
وهذا ما اضطر النظام إلى التركيز بشكل أكثر على الدور الإعلامي ليكسب بعض الأصوات محاولاً تلميع صورته التي تشوهت عند غالبية الشعوب والمنظمات الإنسانية،فبدأ النظام بقصف المناطق الواقعة تحت سيطرته بقذائف الهاون وخاصة في مدينة حلب وقد قام أيضاً بافتعال تفجير في مشفى الضبيط في منطقة حلب الجديدة راح ضحيته العشرات ليكسب بعضا من الشفقة وليظهر نفسه كالحمل الوديع وقد سارع النشطاء والمحللون إلى تكذيب إدعاء النظام وتأكيد تورطه في قضية التفجير.
وبما أن لون الدم أصبح مصدر إلهام للنظام فقد أعاد نفس الكرة، ولكن هذه المرة بطريقة أبشع حيث أشعلت التفجيرات صبيحة يوم الإثنين مدينتي طرطوس وجبلة، وقد راح ضحيتها أكثر من ١٥٠ قتيل، وانبرت داعش كعادتها لتبني هذا التفجير، ولا غرابة في ذلك فهي قد تتبنى أي تفجير يحدث في العالم حتى وإن كان في جزر الواق الواق …
وهذا ما يضع احتمالين لا ثالث لهما، فإما النظام هو الذي قام بتدبير هذه التفجيرات بنفسه، وذلك لصعوبة القيام بمثل هذه التفجيرات في مدينتين تعتبران معاقل للنظام فيهما مطار حميميم العسكري، والعديد من القواعد الروسية مما يجعل دخولها مستحيلا على أي كان خاصة بأن الساحل منفصل بشكل تام عن مناطق المعارضة، والمنفذ الوحيد له هو طريق دمشق-اللاذقية الدولي الذي يخضع للتفتيش من قبل عشرات الحواجز فمن هذا الذي يستطيع أن يقوم بهذا العدد الكبير من التفجيرات في عقر دار النظام !!وإما أن النظام قد قام بالتنسيق مع داعش للقيام بهكذا أمر، وهذا ليس غريباً لأن التنسيق بين الطرفين ماض على قدم وساق لا كدر يشوب صفاءه!!!
في كلتا الحالتين يبقى النظام هو الفاعل الأساسي، والمستفيد الأكبر، وذلك ليبث روح الفتنة بين المدنيين السنة وبين الثوار،وليعيد بث الرعب في نفس أبناء الطائفة العلوية الذين يبدو أن هممهم قد أُحبطت لطول أمد الحرب ولخروج الكثير منهم من هذه الحرب لإيمانهم بأن هذه الحرب هي للدفاع عن عرش بشار وليس عن الطائفة كما صور لهم النظام، وليُظهر الثورة على أنها ثورة إجرام وليكسب موقفاً دولياً مؤيداً.
وهذه الحادثة ليست الأولى من نوعها فقد سبق للنظام أن قام بمثل هذه التفجيرات في كثير من المحافظات السورية وخاصة في العاصمة كتفجير الميدان في بدايات الثورة وتفجير مبنى الأمن العسكري في حلب وغيرها من التفجيرات مما يجعلنا نجزم بأن النظام هو المتهم الأول.