تقرير _ عبدالغني الأحمد
يعيش الشارع السوري حالة تخبط مع تأرجح سعر الدولارخاصة في الأيام الثلاثة الأخيرة، حيث انخفض الدولار مقابل الليرة السورية بنسبة قاربت 100 ٪ وقد بدأت هذه النسبة بالانخفاض لأنَّ الدولار عاد إلى الارتفاع تدريجياً مع صبيحة يوم الأربعاء خاصة في المناطق المحررة، إذ يعتبر من أكثر العملات المتداولة؛ وذلك لأنَّ شريحة كبيرة من المواطنين يتقاضون رواتبهم بالدولار فأصبحوا يتناوبون على زيارة محلات الصرافة للسؤال عن سعره، وبلغ التفاعل على صفحات العملات في موقع الفيسبوك أوجه؛ لأنَّها أصبحت الشغل الشاغل لرواد هذا الموقع، وأغرب ما في الأمر هو التفاوت الكبير بين سعر الليرة في السوق السوداء وبين سعرها في البنك المركزي، فالفرق وصل إلى ١٠٠ ليرة سورية، وحتى المحللون الاقتصاديون وغيرهم حاروا في تفسير ما يحدث، واختلفت الآراء بين متفائل بارتفاع الليرة ومتشائم، لأنَّ ذلك يعتبر لعبة سياسية لا أكثر ولا أقل.
وقد أشار “ماهر شرف الدين” في تغريدة له إلى أنَّ ارتفاع الليرة ما هو إلا لعبة يقوم بها النظام ويقول: “إنَّ شهر رمضان على الأبواب، ما يعني أنَّه تجري في هذه الأيام أكبر موجة تحويلات بالدولار إلى داخل سوريا من المغتربين… والنظام يفرض على المواطنين استلام حوالاتهم بالليرة السورية حصراً… أي إنَّه سيكون أكبر المستفيدين بالتخفيض الوهمي لسعر الدولار، فعلى سبيل المثال فروقات تحويل 100 مليون دولار بتخفيض سعر الصرف 200 ليرة هو 20 مليار ليرة!! وهذا المبلغ يكفي لتسديد رواتب الموظفين لشهور عديدة!وبعد انتهاء موجة التحويلات سيعود الصرف إلى أسوأ مما كان… والدليل على وهمية “تعافي” الليرة هو بقاء أسعار السلع كما هي من دون تغيير!”
صحيفة حبر قامت باستطلاع رأي الشارع لمعرفة ردة فعل المواطن البسيط تجاه هذه التغيرات المفاجأة والمتسارعة، وصادف استطلاعنا كلمة لأحد أئمة مساجد حلب تطرق فيها إلى موضوع الدولار محذراً الناس من الخوض في هذا المعترك خوفاً من أن يستغلوا بعضهم البعض وخاصة التجار منهم، وأوصاهم بالرحمة والرئفة بالمواطن الفقير.
وبعد أن أنهى الإمام كلمته خرجنا إلى الشارع وقابلنا بعض الأشخاص …
(أحمد الآغا) وهو صاحب محل صغير للطباعة والإعلان، قال: “أنا مسرور جداً من الارتفاع الكبير لليرة السورية، وقد حققت أرباحاً جيدة في هذه الأيام القليلة؛ وذلك لأنني صاحب مهنة ليس لها رأس مال ثابت ولا يوجد فيها كساد أو تراكم للبضاعة، إذ إنني أتفق مع الزبون على السعر قبل القيام بأي عمل، ولكن هذا التأرجح في سعر الصرف مقلق ممَّا يجعل ثقتنا بعودة الليرة إلى ما كانت عليه من انخفاض محتملة.”
(أبو هاشم) وهو أحد باعة المواد الغذائية “مفرق” كان شاحب الوجه خاصة عندما قمنا بسؤاله عن رأيه فقال: “إنَّ غالب البضاعة التي المحل قد اشتريتها منذ فترة بسعر الدولار القديم، وقد توجب عليَّ تخفيض بعض الأسعار لتتناسب مع العملة ممَّا جعلني أخسر في حال لم يثبت سعر الدولار، أتمنى أن ينخفض سعره بشريطة أن يثبت على حد معين، لأنَّ هذا سيضر بي وبطبقة كبيرة من الشعب.”
(شادي) وهو صاحب محل لتجارة الهواتف النقالة والأجهزة الالكترونية، قال: إنَّ اختلاف سعر الدولار لم يؤثر على عمله؛ لأنَّه في طبيعة الحال يبيع ويشتري بالدولار، ولكنه مسرور لانخفاض بعض أسعار السلع.
وبعد لقائنا مع شريحة من المواطنين لاحظنا أن هناك اهتمام كبير بأسعار الليرة فلا يكاد حديث يخلو من الكلام حولها وعمّا يمكن أن يكون السبب من وراء هذه التقلبات ومدى استفادة النظام وهدفه من ذلك، وانقسامهم بين متفائل بارتفاعها وآخر متشائم، ويبقى أن تعود إلى سابق عهدها حلماً لا يكاد يفارق وسائد النوم