فراس مصري |
أحب كرة القدم ولي أسبابي وأشاهد مباريات ريال مدريد وهذه متعتي، أستمتع بأن أشاهد قصة نجاح لعمل جماعي وأن أتعلم منها الكثير وسط مئات قصص الفشل الجماعي التي نعيشها.
عموماً ملعب كرة القدم يمثل بالنسبة لي أنموذجاً للحياة والعمل الجماعي:
- فيه احترام للوقت مدّة وبداية ونهاية واستقطاعاً، فلا يمكن للاعب يقدر ثمنه بملايين الدولارات أن يتأخر ثانية واحدة عن بدء المباراة وإلا فدخوله ممنوع، ولا يستطيع الحكم الاستفراد بقرار الوقت لأنه محدّد المدة.
- فيه توازن بين المتنافسين بالعدد والمواقع ولا يجوز الإخلال بذلك إلا بالعقوبة القصوى.
- لكل فريق قائد كلامه مسموع.
- لكل فريق مدرب يعمل استشارياً وخبيراً ومدرباً.
- الحكم إلا الحكم (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل)
- يوجد داعمين وهم الجمهور الذي يبث في قلوب اللاعبين الأمل والحماس للوصول للمبتغى.
- يوجد للملعب حدود وتجاوز الحدود ممنوع وإلا انتقلت الكرة للخصم، فما بالنا بحدود الله تعالى نتجاوزها في اليوم مرات ومرّات.
- يوجد ممنوعات: كلمس الكرة باليد وارتكاب الخطأ (الفاول) وفي الدنيا ممنوعات أيضاً أن لا تخرق القانون ولا تؤذي البشر.
- يوجد تسلل وويل للمتسللين الذي يتسربون من أجل هدف محرم عليهم.
- يوجد حارس أمين يحمي مرمى الفريق من هجوم الخصوم.
- الأهم من كل ما سبق وجود هدف وهل يعيش الإنسان دون هدف إلا أن يكون جهولاً.
القانون والعمل الجماعي والقائد والمعلم (المدرب) والداعم (الجمهور) والانضباط (بالوقت) كلها من شروط الوصول إلى الهدف ومن لا يلتزم فلا مناص من استبداله بمن يلتزم ويستمع ويكمل مسيرة الفريق.
لو نظرنا لثورتنا نظرة ملعب كرة القدم:
- هل نحن منضبطون بالاستحقاقات الوقتية والمكانية.
- هل آمنا بالعمل الجماعي.
- هل اخترنا لنا قائداً (كراموس) لا يدخل الفريق ساحة الملعب إلا خلفه.
- هل التزمنا بمعلم (كزيدان) لنفهم الواقع والمنافس والخصم والحكام.
- هل تمكنا من العمل الواضح والشفاف دونما تسلل ولا خيانة.
- هل تجنبنا ارتكاب الأخطاء (الفاول) مع فريقنا أم أننا نتجنبه فقط مع أعداء نحسبهم أصدقاء.
- هل وعينا وعرفنا أن داعمنا هو جمهورنا وليس الغرباء.
- هل دافعنا عن مرمانا بحراس أمناء ضد أعدائنا أم تحول حراسنا لمرتزقة يتعيشون على قوت أطفالنا.
- أخيراً هل عرفنا هدفنا لنسير إليه ضمن الالتزام بشروط تحقيق الهدف.
لكل هذه الدروس أحرص على متابعة كرة القدم بكل عناصرها الإيجابية وأرفع القبعة لقصص نجاح العمل الجماعي أينما وجدت.
يا ليت حياتنا تكون بانتظام ملعب كرة القدم، لكنَّا اليوم بحال أفضل من حالنا.
ومبارك لريال مدريد