بقلم رنا الحلبي
خلق الله سبحانه وتعالى الذكر والأنثى ليكمِّلا بعضهما، ويتعاونا فيما بينهما، ويتشاركا في صناعة المجتمع السليم.
فالإسلام حفظ مكانة المرأة ورفع شأنها وأعلى كرامتها، فالمرأة صانعة الرجال ومربية الأجيال، والنهوض بها هو نهوض بالمجتمع بأسره.
انطلاقا من مبدأ مشاركة المرأة في المجتمع وتعزيز دورها في المجالس المحلية، أقامت جمعية نساء سوريا بإشراف السيدة هناء قصاب رئيسة الجمعية، وبرعاية مؤسسة بدائل ندوة حوارية تتحدث عن موضوع العنف ضد المرأة.
العنف هو مصطلح يستخدم لأفعال عنيفة تؤدي إلى الإيذاء بشكل مباشر وغير مباشر، كاليد أو اللسان أو الكلمة أو حتى النظرة، وقد تكون المرأة أحيانا هي نفسها أحد العوامل الرئيسة في العنف ضدها، وإذا ما خضنا في أسباب هذا العنف نجدها واسعة أهمها: الجهل والعادات الاجتماعية الخاطئة التي تميز وتفرق بين الذكر والانثى، وتقلل من شأنها وتحد طاقاتها، وإذا تحدثنا عن أنواع العنف فهناك عنف لفظي يتمثل بالكلمة الجارحة وإهانة المرأة، وهناك عنف ضد الأنثى حيث تمنع من التعليم في سن مبكرة، ومن أنواع العنف الشائع في وقتنا الحالي احتكار المرأة الأرملة زوجة الشهيد من قبل أهل الزوج ومنعها الزواج مرة أخرى بحجة تربية أطفالها والحفاظ على اسم العائلة، ومن أشنع أشكال العنف التي ترتكب بحق المرأة هو العنف الجسدي كالاعتداء بالضرب المبرح، وكثير ما نجد مثل هذه الحالات في المشافي أدَّت إلى كدمات وكسور، إضافة إلى أزمة نفسية بالغة لتلك الضحية.
فأي نوع من الذكور أولئك اللذين يلجؤون إلى تلك الأساليب ناسين وصية رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه \رفقا بالقوارير\
وهنا تجدر الإشارة إلى نقطة مهمة ألا وهي كما ذكرت آنفًا أنَّ المرأة هي السبب في العنف ضدها، فمسؤوليتها ألا يصل بها الحد إلى التعنيف حتى تعي المطالبة بحقوقها والشعور بكرامتها وإنسانيتها.
طالبت السيدة \هناء قصاب \ من خلال الندوة بمساعدة الجمعيات والمنظمات وتكاتف الجهود لتحسين وضع المرأة في المناطق المحررة، وذلك من خلال إقامة دورات تدريبية وتثقيفية، كما وطالبت السيدة \عبير فارس \مديرة برنامج الدعم النفسي في مؤسسة مسرات ألا يقتصر تعليم النساء اللواتي حرمن من تعليمهن على مبادئ القراءة والكتابة الصحيحة، بل يجب تأهيلهن وتعليمهن عمليات الحساب الأربع وأيضا إعطاؤهن مبادئ اللغة الإنكليزية؛ ليشعرن بالثقة والارتقاء والتطور والتحسين الذاتي؛ للوصول إلى مستوى ثقافي مقبول نوعا ما.
ومن خلال حوار مجلة حبر مع السيدة \رفيف زيدان\ أكدت على تفعيل دور عيادات اجتماعية نفسية تعنى بشأن المرأة واحتياجاتها وتعزيز دورها في المجالس المحلية للتواصل مع السيدات ومعالجة مشكلاتهن بالتعاون والتنسيق مع منظمات المجتمع المدني، كما ذكرت السيدة \صبا\ إحدى الحاضرات في الندوة والتي ركزت على إقامة ندوات تستهدف الرجال؛ للتركيز على مشاركة المرأة، وإقامة ندوات نسائية لرفع معنويات المرأة.
وفي نهاية هذه الندوة الهادفة تمَّ طرح عدة حلول لمعالجة المشكلات التي تواجه معظم النساء وتحدُّ من أداء دورهن، وإكمال دور الرجل بوضع سن للتعليم الإلزامي للفتيات، وفصل الذكور عن الإناث في المدارس في مرحلة عمرية متقدمة لعدم حرمان التعليم للفتيات.
وكان من بعض الحلول المقدمة تدخّلُ النيابة العامة في حال وصول العنف الجسدي إلى مرحلة مؤذية، وتأمين فرص العمل للمرأة، وإنشاء مجلس تحكيم اجتماعي يتضمن مختصات اجتماعيات وشرعيات وحقوقيات؛ لحفظ حقوق المرأة، وبالتالي تحفيزها لأداء واجبها؛ لزيادة الترابط الاجتماعي والأسري من أجل النهوض والتقدم للأسرة وللمجتمع.
ولا ننسى دوما دور الرجل المهم والفعال في حياة المرأة، فهو الجسر والعمود الذي يصنع قيمة المرأة ويعطيها الدافع القوي لترتقي بنفسها وبمجتمعها؛ ليصلا بذلك بتحقيق الشراكة الحقيقية والمثمرة.