مرح جاويش |
الحقيقة الصعبة أن فيروس كورونا بات منتشرًا في أزقة الشام، ساكنًا بين ياسمينها دون علم الشعب، حيث يصاب الشخص وتبدأ عليه الأعراض، وينتهي به المطاف وهو يتمشى على (الكورنيش) دون علم المصاب أنه ينقل العدوى لغيره، بل إن كان يعلم فلن يتم استقباله في أي مشفى حكومي أو خاص، لأنه يتم استقبال المصابين في المشافي حكومية كانت أم خاصة، بعد موتهم لتشريح جثّتهم وأخذ قرار من سيقوم بدفنهم الحكومة أم أهل الضحية.
أما الحَجر وآليته لدى نظام الأسد، فيتم الحجر صحيًا على المصاب في منزله من لمدة يومين فقط لا أكثر، وبعدها يعود حرًا طليقًا سواء تعافى المُصاب بالفيروس أملم يتعافَ.
كأن الذي يحصل بدمشق في ظل فيروس كورونا، كقصة لفِلم رعب قد شاهدناه سابقًا لكن بسيناريو آخر يحمل قصة سوريين بدائرة محاصرين من كافة زواياها بالموت!
يوجد أخطاء من قبل الشعب أيضًا لجهة عدم التزامهم بارتداء الكمامات، وعدم المحافظة على المسافة الاجتماعية المُوصَى بها من قِبل منظمة الصحة العالمية.. إلخ، لكن ذلك لا يُبرر إهمال حكومة الأسد بتعاطيها مع الفيروس.
وللوقوف على حيثيات الوضع، التقينا الدكتور (م. أ) من دمشق، المختص بأمراض الجهاز التنفسي، حيث أوضح لصحيفة حبر ما يدور في دمشق بقوله: “إن الذي يحصل في دمشق موت على البطيء بسبب التسيب الكامل من قبل النظام السوري، وحاليًا أكثر الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة أو خطر الموت هم الذين يعانون من أمراض بالجهاز التنفسي، كمرضى الربو، والمدخنين أيضًا.”
ويؤكد الدكتور أن “الأمر قد بدأ يخرج عن السيطرة؛ لأن النظام لا يسأل، والشعب لا يضغط عليه أحد للالتزام بالإجراءات الوقائية المُوصَى بها من قبل منظمة الصحة العالمية.
إن فيروس كورونا لا يعلم من الشخص الذي يدخل ويتغلغل في رئتيه، ولهذا فإن الشعب بأكمله حاليًا مُعرَّض لخطر كبير، وبمثال أدق غريب بعض الشيء (كموت الضفدع في مياه ترتفع حرارتها فجأة للغليان).”
ويوضح الدكتور أن “أغلب الناس اعتادوا على أن أعراض (الكريب) تبدأ بسعال أو ارتفاع درجة حرارة الجسم وإعياء، لكن المصيبة إن كانوا مصابين بفيروس كورونا ويعدونه مجرد كريب! هنا تبدأ المصائب بنقل العدوى بين الناس لتنتقل إلى المصابين بأمراض الجهاز التنفسي الذين هم أكثر عرضة من غيرهم للموت جراء الفيروس.”
وبحسب ما تنشره القنوات الإخبارية من تصريحات، نقلًا عن وزارة الصحة في سورية، فإن عدد المصابين بفيروس كورونا في دمشق أصبح 319 شخصًا.
وضمن إحصائية أكبر، يوجد في ريف دمشق 136 إصابة بالفيروس، بينما في القنيطرة 34 مصابًا، وفي حلب 30 مصابًا، و29 مصابًا في اللاذقية.
جميع تلك الأرقام على الأغلب غير صحيحة؛ لأن النظام السوري لا يجري الاختبارات ، وربما نشر الأرقام فقط كيلا يتم الضغط عليه من باقي الدول، ومن قبل منظمة الصحة العالمية.
يختم الدكتور حديثه: “لذلك احجروا أنفسكم.. وارتدوا الأقنعة الطبية (الكمامات).. لا تخرجوا من المنازل إلا عند الضرورة القصوى، وإن خرجتم قوموا بغسل أيديكم لأكثر من 20 ثانية، اغسلوا ونظفوا جميع ما تجلبوه من الخارج، رجاًء حافظوا على حياتكم وأطفالكم، وابتعدوا عن طرق الموت المتعددة في سورية.”