شمس الدين مطعون |
“كالنار في الهشيم” تنتشر أخبار تفيد بانسحاب النظام إلى مورك بريف حماة ومهلة ٤٨ ساعة، كما تنتشر أنباء الهدن والقصف العنيف، وموعد ساعات انطلاق المعارك.
كل هذه الأخبار التي توصف دائمًا بالعاجلة جدًا والخطيرة، تنتشر على صفحات فيسبوك وغرف الواتساب.
وعلى الرغم من كثرة الأخبار الزائفة والمضللة التي تنشرها هذه الصفحات، التي يديرها ناشطون من أبناء المنطقة، ومراكز رصد الطيران، إلا أنها ماتزال تلقى رواجًا بين الناس، وتحصد مئات المشاركات.
تحاول (صحيفة حبر) في هذا التقرير، الوقوف على أبرز الأسباب التي تدفع هذه الصفحات لنشر الأخبار المغلوطة، وإصرار الأهالي على متابعتها واعتمادها مصدر معلومات أساسي دون الرجوع إلى الصفحات والوكالات الرسمية.
يقول (أسامة الشامي) وهو صحفي يقيم في إدلب: “باعتقادي أن الأهالي يهتمون بمتابعة هذه الغرف؛ لأن معظمها على تطبيق الواتساب، وهو سهل الاستخدام ومتاح لجميع الأجهزة، بالإضافة إلى أنها غرف شعبية يُنشئها أفراد عاديون ويتابعهم معارفهم، ويضيفون أصدقائهم وجيرانهم، فهي وليدة الشارع.”
ويتابع (الشامي) “كما تنشأ هذه الصفحات لأغراض مختلفة، فقد يقصد فيها البعض تقديم خدمة للناس، ونتيجة لعدم خبرته اللازمة يقع في هذه الأخطاء، وقد تكون ثقافة (الأنا) في حب السيطرة وإدارة نشر الأخبار تستهوي بعض الناس، فيعمل على إطلاق هذه الغرف، وهمه الأكبر رفع نسبة المشاركين فيها ولو على حساب صحة الأخبار.”
الحقيقة تُشير إلى أن هذه الصفحات تهتم بنشر الأخبار وفق مبدأ (ما يطلبه الجمهور) وبوصف أدق، تنشر الأخبار التي يريد الناس سماعها، وهو الأمر الذي يجعل الكثيرين يفضلون متابعتها، كأخبار العودة والانتصارات، دون التحري عن صحة هذه الأخبار أو ثبوت وقوعها.
وقد يشكل ضعف الخبرة لدى بعض الناشطين الذين يديرون هذه الصفحات السبب الرئيس لوقوعهم في هذه الأخطاء، لكن الأخبار الزائفة تنتشر أحيانًا وتذيل بـ(لوغو) لوكالات معروفة أو تنسب لشخصيات كبيرة (كتصريحات رسمية)، ويمكن خلال بضع دقائق التأكد من صحتها عبر زيارة اسم الوكالة الوارد ضمن الخبر، لكن نشرها يكون أحيانًا للتلاعب بمشاعر الناس والحصول على نسبة متابعات عالية، أو اختراق من قبل مخابرات النظام للوصول لغايات محددة، وهذا ما أكده عدد من الناشطين.
وتؤثر الأخبار الخاطئة على حالة الأفراد النفسية، حين يسمع الفرد خبر عودته لقريته بات قريبًا ويعيش نشوة الفرح لأيام أو ربما لساعات، وتأتي الصدمة عند اكتشاف عدم صحة هذا الخبر.
ويسهل اختراق هذه المجموعات من قبل ضعاف النفوس وعناصر المخابرات؛ لبث الشائعات وتضليل الناس، حيث تضم عددًا كبيرًا من المتابعين، ويصعب التعرف عليهم جميعًا، وفي أغلب الأحيان تتيح إمكانية النشر لكل المشتركين.
الصحفي (محمد الشامي) يرى أن “الحل يبدأ بنشر الوعي وتعزيز ثقافة الناس وتنبيههم لتحري مصادر أخبارهم.”
ويضيف: “يجيب البعض عن مصدر أخباره بأنها من الإنترنت ظنًا منه أن جميع ما ينشر على الإنترنت يكون صحيحًا.”
يجب العمل على نفي الشائعات فور ظهورها؛ لمنع انتشارها بين الناس، وتعريفهم على المواقع والصحف التي تتمتع بالمصداقية، وتحري مصادر الأخبار، كيلا يعيشوا الأوهام رغم آلامهم، فينعكس عليهم زيف الخبر زيادةً في الحسرة والألم.