حوار: عبد الملك قرة محمد
أجرت صحيفة حبر حوار مع عالم الرياضيات السوري (جمال أبو الورد) الذي أعلن عن نيته الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية السورية 2021.
مرحباً بكم في صحيفة حبر، بداية دكتور جمال أبو الورد، ما الذي دفعك لاتخاذ قرار الترشح لرئاسة الجمهورية العربية السورية؟
“حياكم الله وأهلاً وسهلاً، لا بد أن نؤكد أن الترشح والانتخاب حق لكل مواطن كفله الدستور، وعلى رأس ذلك الاستحقاق الرئاسي والترشح لرئاسة الجمهورية، وترشحي للانتخابات الرئاسية الذي أعلنت عنه قبل عام عبر وكالة أنباء تركيا، لا تندرج تحت منافسة رأس النظام المجرم؛ لأنه لا يمكن لأي شخص يمتلك شيئًا من الكرامة والقيم الإنسانية أن ينافس مجرمًا ويضفي عليه الشرعية، وإنما الترشح سيكون بعد إزاحة النظام المجرم عن السلطة.
والدافع الأساس لإعلان ترشحي لرئاسة الجمهورية هو الوازع الوطني من أجل المساهمة في بناء سورية دولة المؤسسات والقانون والعمل، فأنا أحمل مشروعًا وطنيًا كبيرًا لبناء سورية دولة المؤسسات والقانون، وهذا المشروع يجب أن يساهم فيه كل الشرفاء من أبناء سورية؛ لأنه لن يبني سورية إلا أبناءها.”
قلت إن هناك ترحيبًا دوليًا بك، هل يمكن أن نطلع على تفاصيل ذلك؟
“بالنسبة إلى الترحيب الدولي كما تعلم بالأساس أن طبيعة عملي كوني عالم رياضيات لي حضور دولي وعلاقات خارجية من خلال المؤتمرات العلمية وحضور المحافل الدولية التي كانت فيها آلام شعبنا وتضحياته وثورته لا تغيب عني أبدًا.
وبعد إعلان ترشحي بفترة وجيزة، تم التواصل معي وبشكل مباشر من بعض الدول الفاعلة واستمعوا لي ولبعض الأفكار المستقبلية التي أحملها وشكل الدولة التي أطمح لبنائها، وهي دولة المؤسسات والقانون، وللتوضيح لم يتم التواصل مع روسيا وإيران ولا حتى إسرائيل؛ لأن روسيا هي دولة محتلة وشريكة في قتل الشعب السوري وارتكبت مجازر إبادة كل منها يرقى بل يتجاوز جرائم الحرب، وإيران الدولة الإرهابية التي أوغلت بالقتل والإجرام بحق أبناء شعبنا، أما إسرائيل هي دولة احتلال للجولان وهو أرض عربية سورية لا يمكن التفريط بها، وسنعمل على إعادتها وفق القنوات الدبلوماسية.
ومن خلال منبركم الحر أؤكد للجميع أنني لا أنتمي لأي حزب سياسي، وإنما أعمل تحت المظلة السورية.”
هل وجدتم ترحيبًا شعبيًا بالمشروع الوطني الذي تحملونه؟
“بالتأكيد، فالترحيب الأكبر هو ثقة أبناء شعبنا والتفافهم حول مشروعنا الوطني المتمثل في بناء دولة المؤسسات والقانون، وصولاً إلى سورية الحرة المستقلة ذات السيادة الوطنية التي يكون الشعب فيها مصدر الشرعية.
ومنذ إعلاني عن نية ترشحي وحتى الآن، هناك العديد من التواصلات والتأييد الشعبي، وأنتم تلاحظون ذلك من خلال الشارع الشعبي والثوري، والكثير من الشرائح الاجتماعية كالضباط الأحرار والكتل السياسية والعشائرية والطلاب وغيرهم، يعبرون عن رغبتهم في المساهمة في مشروعنا الوطني، وهذا يؤكد أن سورية بخير وهي ولاّدة الرجال، وهذا أمر اقتضى تشكيل المجلس الثوري لأحرار سورية من شخصيات وطنية تؤمن بهذا المشروع الذي أساسه تحرير سورية والدفاع عن ثوابت الثورة وصولاً إلى الدولة المنشودة، وبلغ عدد الاحزاب السياسية والتجمعات فيه قرابة (31) حزبًا وتجمعًا من كافة فئات الشعب السوري ومكوناته؛ لأن سورية لكل السوريين على اختلاف مكوناتهم ممَّن يؤمنون بفكر بناء الدولة ويسعون لرفعتها.”
هل ترجح سقوط الأسد قريبًا؟ ما المؤشرات على ذلك؟
“إن النظام منهار أخلاقيًا وسياسيًا واقتصاديًا، وكل جرعات الإنعاش وعمليات إعادة التدوير لن تجدي له نفعًا والاحتلال إلى زوال.
ومن هنا نجد أنه نظام منتهٍ، ومن يتحكم بمقدرات سورية هم الروس والإيرانيون وبدعم إسرائيلي واضح للعيان؛ لأن المهمة الموكلة إليه هي تدمير سورية ونهب ثرواتها والوصول إلى دولة فاشلة مُدمَّرة، وسقوط النظام وإعلان دفنه مرتبط بالقرارات الدولية التي ستصل حتمًا للتخلص منه بعد تحقيق مصالحها.”
ألا ترى أنه من المبكر الحديث عن الترشح للرئاسة خاصة أن كثيرًا من الدول ماتزال تلتف حول الأسد؟
“بالنسبة إلى من يقول: إن طرح موضوع الترشح سابق لأوانه في ظل الوضع الحالي، أخالفهم الرأي؛ لأنه في كل دول العالم هناك مرشحون للرئاسة، والرئيس الحالي قائم على عمله، وهذا الأمر صحي جدًا، ويجب أن يكون هناك بدائل سياسية تملأ الفراغ في حالة السقوط المفاجئ، أو في عملية الانتقال السياسي.”
ما رأيك بالأسماء التي ترشح نفسها لرئاسة سورية؟ ألا تعتقد أن مخططًا مخابراتيًا يقف وراء كثير منها؟
“إن ظهور شخصيات كرتونية مثيرة للجدل والسخرية تعلن ترشحها لمنصب رئاسة الجمهورية في هذه الفترة وفي ظل تسارع الأحداث هو خلط الأوراق والإيحاء للرأي العام المحلي والخارجي أن هذه هي البدائل التي تنافس بشار الأسد، وهذا استخفاف بالشعب السوري وحضارته وتضحياته، والنظام وداعموه يروجون لمثل تلك العاهات وهي مجرد فقاعات يحاولون من خلالها الاستهانة بأهم استحقاق وهو منصب رئاسة الجمهورية.”
كيف ترى العملية السياسية أو الحل السياسي في سورية؟
“العملية السياسية قائمة، وإن كانت تسير ببطء وهناك جهات دولية تلتقي مع شخصيات سورية معارضة إن كان في السر أو العلن من أجل إجراء تقاطعات دولية حول آلية تشكيل الحكومة الانتقالية، وهذا الأمر كما أوضحت سابقًا عبر وسائل الإعلام قابل للتعديل؛ لأنه دولي بحت، أما ترشحي فيما بعد لرئاسة الجمهورية هو حق مشروع وليس القرار فيه للدول، إنما للمحكمة الدستورية العليا، والشعب هو من يختار.”
ما رسالتكم للشعب السوري؟
“الجمهورية العربية السورية بحاجة إلى قيادة قوية نظيفة وعادلة تعيد للمواطن السوري كرامته من خلال إنعاش الاقتصاد، وبناء المشاريع التنموية، والانفتاح على العالم، والاستفادة من التجارب الناجحة التي تساهم في بناء واستقرار الدولة سورية، في هذه الفترة من الزمن بحاجة إلى رئيس عادل قوي يستمد قوته من الله ومن شعبه وحكومة صقور تحمل مشروعًا وطنيًا هدفها خدمة أبناء شعبها.
لن يبني سورية إلا أبناءها ممَّن يحملون فكرًا بناء الدولة والدفاع عنها، وسورية لكل السوريين، وقيمة الفرد يحددها مدى تفانيه وإخلاصه في العمل لأجل رِفعة وطنه دون النظر لأي اعتبار آخر.”
منذ أيام صدرت نتائج الثانوية، ماذا تقول للطلاب السوريين الذين نجحوا رغم الظروف الصعبة وأنت عالم سوري كافح للوصول إلى مرحلة الإبداع؟
“طلابنا لهم مكانة كبيرة في قلبي؛ لأن الشباب هم أمل نهضتنا ومستقبلهم أمانة،
لأنهم بناة وقادة الدولة التي نطمح لبنائها، ولذلك التعليم بشقيه التربوي والعالي يحظى بمكانة كبيرة في مشروعنا الوطني، ولم أدخر جهدًا في دعم طلابنا وحمل همومهم عندما كنت معاونًا لوزير التعليم العالي، وبعد استقالتي والجميع يعرف كل ما أقوم به من أجل مستقبلهم الذي هو مستقبلنا جميعًا.”
الجدير بالذكر أن (جمال عبد الرحيم أبو الورد) عالم رياضيات ومستشار علمي من مواليد محافظة إدلب قرية كفر جالس 1971، وهو حاصل على أول ملكية فكرية في سورية، ويُعدُّ أول عالم سوري في الرياضيات مُعرَّف عنه في المناهج الدراسية، وشغل عدة مناصب قبل الثورة، وآخرها معاون وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والشؤون الخارجية في الحكومة السورية المؤقتة، ومستشار عالمي للإبداع، وحصل على العديد من الشهادات الدولية، وتم تكريمه قبل سنوات من قبل الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان).