تحقيق : بيبرس الثورةيعاني الأطفال في سورية من مشاكلَ كثيرة ، قديمة من مخلفات النظام الأسدي ،جديدة لا نزال نعاينها يوميًا ، وقد تفاقمت في ظلّ الثورة بسبب قلّة الاهتمام بالطفولة وضعف التعليم وضعف الجمعيات والمؤسسات العاملة في مجال الرعاية .واللافت للنظر أنَّ غيابَ الرقيب صنع بيئةً خصبةً لانتشار المفاسد بين الأطفال لتشجّعهم على الانحراف وسلوك طريق الخطأ ، فقد لاحظ الكثير من المواطنين انتشار حلوى تأخذ أشكال السجائر والحبوب المخدرة لتُباع للأطفال الذين سارعوا إلى شرائها مقلّدين المدخنين والمتعاطين المدمنين ، وقد تلقت صحيفة حبر في العدد الثالث والخمسين رسالة تعرض المشكلة وتنبّه عليها وتتساءل عمن يستطيع حلّها . فمَنْ هذا الذي يتجرأ على تقديم منتجات تفسد براءة الصغار وتستغل طفولتهم وتعلمهم العادات السيئة ؟كيف تصل هذه البضائع إلينا وعن طريق من ؟ كيف تعبر الحدود ؟ أين الرقابة في الأسواق ؟لمتابعة هذا الموضوع قامت ( صحيفة حبر ) بلقاء عدد من الباعة ، ثم زارت المجلس المحلي لمدينة حلب المحررة والتقت رئيس المجلس عبد العزيز مغربي أبا سلمى .عند سؤالنا المعلم ( أبو قدري ) عن رأيه بهذه المنتجات قال :هذا النوع المنتشر حاليًا خطرٌ كبيرٌ على الأطفال ، وأنا من جهتي أرفض بيع هذه الأشياء بسبب خطورتها البالغة ، على الرغم من أن أرباحها جيدة ، لا يمكنني على الإطلاق أن أُروّج للدخان وللمنتجات المحرمة أما أبو عبدو – وهو بائع مواد غذائية – فيقول : لا مشكلة في بيع مثل هذا النوع من الشوكولاتة والحلوى ، لأنها مجرد ( أكلات ) عادية ، وتوجد في السوق بكثرة ، أستطيع الآن أن أعطي أطفالي منها ، أما تأثيرها فيمكن أن تعلم الأطفال الدخان والعادات السيئة .وعند سؤالنا الأستاذ مغربي عن المسؤول عن مراقبة المواد المباعة ، وعن مكتب الرقابة التموينية التي وعدنا بها سابقًا ، أجاب : إنَّ دراسة المكتب الجديد للرقابة التموينية جاهزة ، لكنّه لم ينطلق حتى الآن بسبب الأزمة المالية التي يتعرض لها المجلس الملحي لمدينة حلب المحررة ، وبإذن الله في حال إطلاق الدائرة التموينية الجديدة سيتم إصدار عدة مراسيم وقرارات من شأنها حظر مثل هذه المنتجات.ألا توجد رقابة على مثل هذه المواد التموينية أثناء دخولها إلى المناطق المحررة وهل ستقومون بمنعها من التداول في الأسواق و كيف ؟هذه المنتجات تتعارض مع قيم ومبادئ مجتمعاتنا الأخلاقية والدينية ، وحالياً لا توجد رقابة على مثل هذه المنتجات ، ونتمنى في حال أطلقنا الدائرة التموينية الجديدة أن تعمَّ التجربة على كافة المناطق المحررة.وأخيرًا :يبقى هذا الملف مفتوحًا ينتظر من الجهات المعنية بالأمر متابعته قبل أن تحترق الطفولة بسجائرها ، وقبل أن تموت بحبوبها المخدرة الحقيقية لا المزيفة .