بقلم موسى الرحال
يعد افتتاح جامعة حلب من أهم المشاريع التعليمية التي شهدتها المناطق المحررة بعد غياب التعليم العالي عن هذه المناطق لسنوات، فقد كان قرار افتتاح الجامعة بكلياتها التي لبت معظم رغبات الطلاب قرارا ًمنصفاً لهم بعد كل ما عانوه من سياسة الاعتقال وقمع الحريات التي مارسها النظام عليهم بعيداً عن الحقوق التي يتمتع بها الطالب الجامعي، فقد كان افتتاح جامعة حلب في المناطق المحررة استجابةً لهؤلاء الطلبة الذين ابتعدوا عن تعليمهم وانخرطوا في مسيرة الثورة.
حيث افتتحت الجامعة كلياتها على مساحة الأرض السورية بتميز وعزيمة لاقت استحسان معظم الطلبة رغم وجود بعض المشكلات التي يعاني منها طلاب الكليات العلمية.
فكلية العلوم إحدى أهم الكليات العلمية التي تمَّ افتتاحها ببلدة بشقاتين التابعة لناحية دارة عزة، وهي تضم الأقسام العليمة الرئيسية (الفيزياء والكيمياء والرياضيات) مع غياب أقسامها الأخرى كعلم الأحياء.
وبعد قدوم الطلبة للكلية وتسجيلهم فيها حسب رغباتهم، فوجئوا بأنَّ الكلية لم تضم سوى قسم الكيمياء، وأنَّ القسمين الآخرين تمَّ إغلاقهما، وهذا ما أدى إلى التقليل من عدد الطلاب المسجلين بعد بقاء قسم الكيمياء يتيماً داخل الكلية.
وكلية العلوم تضم شعبة واحدة لطلاب الكيمياء ومخبراً يحوي على المواد الأولية للقسم كالنوابض والحوجلات والأشكال البلورية لبعض ذرات العناصر، إضافةً لبعض الأدوات التي تساعد في إجراء تجاربٍ معينة.
يعيش طلاب الكلية هواجساً عديدة بعد اضطرار بعضهم لدخول قسم الكيمياء إثر غياب القسمين الآخرين، وفي لقاء مع عدد من طلاب الكلية، أوضحوا فيه مشاكلهم وتطلعاتهم وما يرغبون به، فالطالب محمود قال: “إنَّ هذا القسم يعاني من عدم توفر المخبر الكيميائي الذي يميز طلاب كلية العلوم عن غيرها من الكليات، فمنذ بداية العام الدراسي ونحن موعودون بمخبرٍ كيميائي مجهزٍ بجميع المواد الكيميائية اللازمة لإقامة جميع التجارب المقررة، وإلى الآن لم نرَ شيئاً ولم نلاحظ أي جهود لتجهيز المخبر، فمن منظور علمي لا فائدة لهذا القسم دون توفر المواد الأساسية في المخبر العلمي، لذلك نطالب المسؤولين عن هذه الأمور بالإسراع لحل هذه المشكلة لطلاب القسم”
أمَّا الطالب علي فقد قال: “إحدى أهم المشكلات التي نعاني منها هي عدم توفر التجارب العملية لمادة الفيزياء، فعندما بدأتُ بالدوام تفاجأت بأنَّ المخبر لا يحتوي على الأدوات اللازمة للتجارب الكيميائية والفيزيائية، والمشكلة الثانية هي أنني ككثير من الطلبة اضطررت لدخول قسم الكيمياء بعد إغلاق القسم الذي آمل به وهو الرياضيات”.
أمَّا من ناحية الكوادر فالكلية تضم عدداً من حملة شهادة الدكتوراه بالإضافة إلى كوادر مؤهلة قادرة على إيصال المعلومة وهذا عامل إيجابي ومحفز لا يمكن إنكاره.
ويذكر أيضاً أنَّ طلاب وطالبات قسم الكيمياء قد خرجوا في احتجاجٍ طلابي للمطالبة بتوفير المواد الأساسية للكلية كالمواد المخبرية والطابعات والمناهج العلمية، بالإضافة إلى عدم توفر المواصلات، وهذا ما يحمِّل الطلبة عبء الوصول، ويؤدي إلى تفشي ظاهرة الغياب بين الطلبة، كما يحمِّل جميع المؤسسات العاملة في الداخل السوري مسؤولية الاهتمام بالجامعة والنهوض بمستوى التعليم العالي داخل المناطق المحررة.