وافقت المحكمة الألمانية على أخذ إفادة لاجئ سوري دون الكشف عن هويته وذلك في قضية محاكمة الضابط السابق بمخابرات النظام أنور رسلان.
الشاهد الذي قال إنه عمل خلال الفترة الممتدة من 2011 إلى 2017 كمشرف على عمال دفن السوريين المتأثرين بعمليات التعذيب بسجون ومعتقلات النظام السوري.
وعن قصته يقول وهو يرتدي كمامة:” جاء الي ضابط في مكان عملي بأحد مقابر دمشق وعُرض علي العمل بدفن الجثث “.
ويضيف ” أوكل إليّ مهمة الإشراف على 10 عمال خلال حفر مقابر جماعية على أطراف العاصمة كل يوم بشرط إلا نتحدث مع بعضنا ولا نستخدم هواتفنا أثناء العمل”
ويتابع الشاهد كاشفاً أرقاماً مرعبة عن العدد اليومي لجثث السوريين ” كنا نذهب معه لاستلام الجثث في سيارات طويل تصل حتى 11 متر (برادات) من مشافي النظام (تشرين، 601 وغيرها) ونذهب بها للمكان المخصص، وتتراوح الأعداد اليومية بين 500 و700 شخص وأحياناً أقل”.
وكانت الجثث متنوعة رجال أطفال نساء وتدفن كلها في مكان واحد دون مراعاة لحرمة الجنس وصلة القرابة بين الأشخاص بحسب إفادته في تقرير مطول نشرته زمان الوصل.
وذكر أن الضباط وبعد ستة أشهر من العمل معهم بدأوا بالحديث أمامه بأريحية أكثر ، فسمع منهم عن تنافس بين أفرع النظام في أعداد الجثث اليومية التي تخرج من كل مكان.
الجدير بالذكر أن جلسة الاجتماع شهدت جدالًا بين القضاء الألماني ومحامي الدفاع عن أنور رسلان لرفضهم فكرة إخفاء اسم الشاهد وتغطية وجهه بكمامة ، ولكن القضاء حسم الجدل وسمح بالأمر ومنحه رمز بدلاً عن اسمه.
وبهذه الخطوة سيصبح بإمكان السوريين الذين شهدوا على جرائم النظام المثول أمام القضاء الألماني بشكل سري دون الخوف على أنفسهم وذويهم من الاغتيالات التي تطال كل من يتحرك ضد النظام ويشهد ضده.