لمى السعود |
استُئنف العام الدراسي الجديد شمال غرب سورية لفئات الروضة والصف الأول والثاني، وسط إجراءات وقائية من فيروس كورونا، فهل تكفي هذه الإجراءات للحد من انتقال العدوى ويستمر العام الدراسي؟ أم سيتوقف نظرًا لاستمرار تفشي الفيروس وتسجيل عشرات الإصابات بشكل شبه يومي؟
يقع الأهالي وسط صراع مخيف بين المخاطرة بإرسال أطفالهم للمدارس لطلب العلم وبين عدم إرسالهم للمدرسة، واستمرار انقطاعهم عن التعليم الذي سيؤدي لخلق فجوة بين مرحلة دراسية وأخرى.
(صحيفة حبر) التقت (أم عبدالله ) والدة الطفل (مازن) من فئة الروضة، الذي يدرس في إحدى مدارس مدينة (إعزاز) شمال حلب، حيث أكدت قيامها بكافة الإجراءات الوقائية بعد عودة طفلها من الروضة من تغسيل وتعقيم باستمرار، كما تعلم طفلها على عدم لمس أزرار المصعد، وعدم لمس أي شيء في المدرسة.
وعن استمرار التعليم في ظل انتشار الفيروس، ورغبتها بإكمال سنة ابنها الدراسية فيزيائيًا أو عن بُعد، قالت: ” بالنسبة إلي أتمنى أن تستمر المدرسة وألَّا تتوقف العملية التعليمية، لأنه من المعروف عن مرض كورونا أن الأطفال ينقلون المرض لكنهم لا يصابون فيه، لذلك نحن لا نخاف عليهم ونقوم قدر الإمكان بالإجراءات الوقائية لكي لا ينقلوا المرض أو يصابوا فيه، إضافة إلى أن ابني بمرحلة التأسيس لدخول المدرسة، وأرغب بأن يتعلم طريقة إمساك القلم والقراءة والكتابة، والغياب عن المدرسة سيسبب له شرخًا ولن يستطيع دخول المدرسة بعد ذلك بسهولة، إضافة إلى مساوئ التعليم عن بُعد، خاصة مع ضعف شبكات الإنترنت وعدم الاستفادة بالشكل المطلوب”.
وبما أن همَّ حماية الأطفال وعدم تعرضهم للعدوى يقع على عاتق المدرسين، التقينا (مريم صالح مخزوم بركات) آنسة في مدرسة (عمر بن الخطاب) بمدينة (مارع) حيث قالت: “يوجد خوف كبير من انتشار فايروس كورونا، لكن انقطاع الطلاب عن المدرسة لوقت طويل سيؤثر كثيرًا على تحصيلهم العلمي.” وأشارت إلى أن “الإجراءات الوقائية تقتصر على إبعاد مكان جلوس الطلاب عن بعضهم البعض، ومنعهم قدر الإمكان من الاختلاط وهذا لا يمنع العدوى بشكل فعَّال.”
أما حول آلية إكمال الفصل الدراسي الأول، واحتمالية إيقاف الدوام، قالت (بركات): “بالنسبة إلى إكمال الطلاب العام الدراسي إلى الآن لم يتم اتخاذ قرار مؤكد، ولكن على الأغلب سيتم إيقاف الدوام وإكماله عن بُعد”.
وحول دوام المدارس بكافة فئاتها وموعد افتتاحها التقت (صحيفة حبر)، مدير المكتب الاعلامي في مديرية التربية والتعليم بحلب (الأستاذ ياسين جمعة)، حيث قال: “يبدأ العام الدراسي في 19 من الشهر الحالي بشكل إداري لجميع الصفوف، نحن متخوفون جدًا من هذه الجائحة لاسيما في الفترة الأخيرة، ولكن ولتدارك الأمر عُقد منذ أيام مؤتمر ضمَّ مديرية التربية بحلب ومديرية تربية إدلب ومديريات الصحة بحلب وإدلب، إضافة إلى المنظمات العاملة في مجال التعليم في الشمال السوري تحت عنوان: خيارات التعليم في فترة كوفيد ١٩”.
وعن الهدف الذي يتمحور حوله المؤتمر، قال (جمعة): “يهدف المؤتمر إلى تعزيز التعاون والتنسيق ومناقشة قضايا مثل الصعوبات والمخاطر التي تعترض التعليم، وأخص التعلم عن بُعد، ومتطلبات العودة إلى المدارس فيزيائيًا وسبل الوقاية من هذا الوباء”.
وتعاني العملية التعليمية في الشمال السوري من تدهور مستمر طوال السنوات الماضية بسبب تدمير المدارس نتيجة قصفها من قبل قوات النظام وروسيا، إلا أن التلاميذ واصلوا التعلم رغم ذلك، وفي ظل إغلاق المدارس بسبب (كورونا) يبدو التعلم عن بُعد ترفًا لا يمكن لكافة الطلاب الحصول عليه لأسباب عدة، على رأسها نقص الإمكانات، وتردي خدمات الكهرباء والإنترنت.