أثار مجلس محافظة دمشق الجدل بعد استبداله نصبًا تذكاريًا لعدنان المالكي، ووضع نصب رأس حصان بدلاً عنه.
القضية لم تأخذ أبعادًا تاريخية فحسب بسبب إزالة التمثال من أهم ساحات العاصمة دمشق (المالكي) نسبة لنائب رئيس الأركان الذي تم اغتياله عام 1955 داخل الملعب البلدي،
بل ذهبت لأبعاد ثقافية جعلت أهالي دمشق وعموم السوريين يتهمون مجلس المدينة باستخفاف عقولهم ووضع نصب تذكاري مقلد لرأس الحصان وهو يشرب الماء في حديقة (هايد بارك) اللندنية، تحمل اسم (مياه راكدة) للنحات البريطاني (نيك فيديان غرين) مصنوعة من البرونز بوزن 18 طن وارتفاع 10 أمتار.
دعاية انتخابية:
من المعروف في سورية أن الساحات الرئيسة لا تمجد إلا عباقرة سورية وشعرائها، أو كما دأب نظام حافظ الأسد بوضع تماثيل له في كل مكان ليرهب الشعب.
ولكن التمثال الأخير (رأس الحصان) بأهم مناطق العاصمة، حمل طابعًا تسويقيًا، حيث كشف مصدر إعلامي لموقع (اقتصاد) أن المنحوتة السورية المزيفة صنعت على نفقة رجل الأعمال (وسيم قطان) أحد أبرز المرشحين لرئاسة غرفة تجارة دمشق التي ستجري الشهر القادم.
لذا يعتقد بأن (القطان) أوعز للنحات السوري (حسام جنود) ليصنع شيئًا أوربيًا يظهر مدى تطور العاصمة دمشق وقربها من الذوق الأوربي، فنحت نسخة طبق الأصل وليس لحصان عربي أصيل.
الجدير بالذكر أن مجلس محافظة دمشق بعد وضعه رأس الحصان وإزالة تمثال المالكي، تعرض لانتقادات لاذعة من قبل السوريين مبررًا الأمر بأن المنحوتة ركبت للتجريب وجرى إزالتها لتلافي أخطاء فيها، وذلك بعد عام كامل من مشروع تجميل دوار عدنان المالكي الذي اختفى تمثاله في مكان ما.