شمس الدين مطعون |
تعاني مدينة (مارع) بريف حلب الشمالي ضمن ما يعرف بمناطق (درع الفرات) من مشاكل في خدمة الكهرباء، حيث تراجعت عدد ساعات تشغيل الكهرباء وتكرر انقطاع التيار الكهربائي، بحسب السكان.
وكان عدد من وجهاء المدينة اجتمعوا مع الأهالي لتوقيع عريضة تحمل شكوى بحق (شركة الشمال) وهي الشركة الموردة للكهرباء بالمدينة، مطالبين المجلس المحلي باتخاذ إجراءات بحق الشركة التي أخلت ببنود الاتفاق الموقع معها، وأهم بنوده تشغيل الكهرباء على مدار ٢٤ ساعة.
الشكوى ضد شركة الكهرباء
يقول المحامي (علي يوسف حسن) المسؤول عن قضية الشكوى: “قدمت الشكوى بحق (شركة الشمال) من قبل ٢٠٠٠ شخص من أهالي مارع للنيابة العامة التابعة لوزارة العدل بالحكومة المؤقتة، ويستمر التحقيق بخصوص إخلال الشركة بتقديم الخدمات المتفق عليها، بالإضافة إلى اختلاف السعر الذي تم الاتفاق عليه”.
ويوضح (الحسن) أن “عدم تعاون المجلس المحلي وهو (الجهة الرسمية الموقعة مع شركة الكهرباء) بشكل جيد مع النيابة العامة يضع بعض الصعوبات أمام إنهاء القضية.”
مجلس مارع
بدوره قال مسؤول مكتب الخدمات بمجلس مارع الأستاذ (صالح عباس): “إن خدمة الكهرباء بدأت بالتحسن عمَّا كانت عليه بالسابق بعد تغذية المدينة من خط جديد.”
مضيفًا: ” لكن التحسن ليس كما يجب بسبب حدوث أعطال على الشبكة، وننتظر من الشركة أن تتجاوزها”.
و كان المجلس المحلي قد وجَّه بيانًا نهاية شهر آب الماضي، بحسب الأستاذ (صالح)، حيث تم إنذار (شركة الشمال) ومطالبتها بالالتزام بوعودها خلال الفترة القليلة القادمة.
حال الأهالي
أدى انقطاع الكهرباء المتكرر لارتفاع تكلفة ضخ المياه وتراجع عدد مرات ضخها بسبب الاعتماد على مولدات الديزل الخاصة.
وعلمت (صحيفة حبر) من خلال حديثها لبعض السكان في مارع أن الاحتجاجات ضد شركة الكهرباء تكررت أكثر من مرة منذ توقيعها مع المجلس نهاية العام الماضي.
وطالب الأهالي بإعادة رسوم الاشتراك أو تحسين خدمة الكهرباء في المدنية، حيث يبلغ رسم الاشتراك 350 ليرة تركية تدفع لمرة واحدة تشمل ثمن ساعة الكهرباء، ودفع الاشتراك الشهري بقدر 100 ليرة تركية عن كمية كهرباء تعادل 90 كيلو واط تقريبًا، وتم زيادتها مؤخرًا إلى 96 كيلو واط، لكن الكمية التي كان متفق عليها بحسب المشتركين هي 120 كيلو واط.
(رياض) من أهالي مارع قال لنا: “ما فائدة الكهرباء التي تُقطع وقت ذروة الحر؟! لكان بتجي نص ساعة وبتقطع ساعتين؟!”.
وتابع: ” إذ لم يكن لدى الشركة بدائل في حالة الأعطال، لماذا تسمى شركة؟!”.
وتعدُّ مولدات الديزل المصدر المغذي لكهرباء مارع، كما زودت بخط كهرباء مستورد من تركيا عن طريق الفائض من مدينة أعزاز، إلا أنه توقف خلال الفترة الماضية نتيجة تحويله لتغذية مشفى أعزاز الوطني والضغط الحاصل عليه.
شركة الكهرباء ترد
بدأت (شركة الشمال المساهمة) بتغذية مدينة مارع بالكهرباء في الشهر ١١ من العام ٢٠١٩ ، وقد تأسست الشركة بطريقة الأسهم، حيث يشارك فيها أكثر من ١٠٠ مشترك بين عسكري ومدني وتجار ومزارعين.
وتتخذ طابع الشركة الحكومية من حيث توزع المهام والمكاتب بين مجلس إدارة وحقوقيون ومكاتب مالية.
(عبد الرحمن الخطيب) المدير التنفيذي بالشركة قال (لصيفة حبر): “إن الشركة في وضع لا تحسد عليه، حيث كانت بداية انطلاق خدمات الشركة مع موجة ارتفاع في أسعار المحروقات، وبعد الاتفاق لتغذية المدينة من خط أعزاز تم إيقافه وتحويله للمشفى الوطني.”
وأوضح أن “مدينة مارع والقرى التي حولها وصوران هي الوحيدة التي لا تزال تستخدم مولدات الديزل لتقديم الكهرباء، وهي ذات تكلفة كبيرة جدًا، ونحاول منذ تأسيس الشركة الحصول على خط كهرباء تركي، وسيكون ذلك بحسب الوعود خلال شهرين من الآن”.
وقد تم تقليل مشاكل الكهرباء بشكل كبير بعد وصل خط تغذية جديد من مدينة (الراعي)، بحسب (الخطيب) الذي وعد أن الأمور ستكون محلولة نهائيًا بعد إنهاء خط الكهرباء التركي.
وحول اختلاف سعر اشتراك الكهرباء من منطقة لأخرى ضمن مناطق ريف حلب الشمالي، وسبب ارتفاعها بمدينة (مارع) قال (الخطيب): “إن المسألة معقدة؛ لأن المناطق الأخرى تحصل على كهرباء تركية، وقد تكون سعر بعض الشركات أقل من غيرها، كما أن مدينة كعفرين لا تدفع جمرك على مرور الخط من الأراضي التركية للداخل السوري، وهي تنسق مع إقليم هاتاي، ونحن علاقتنا مع والي كيليس، وتختلف خدمة الكهرباء من منطقة تركية لأخرى”.
أخيرًا: يرى بعض الأهالي أن مشاكل الكهرباء طبيعة وتحصل في أي بلد، وأنه يجب على المواطن أن يراعي حالة عدم الاستقرار التي تعيشها المنطقة، بينما يرى آخرون أن من يعلن عن مشاريع كبيرة كشركة الكهرباء يجب عليه الالتزام بها، فهذا مشروع استثماري كبير، وقد يتحمل بعض الخسائر، لكنه سيجني أضعافها بالمستقبل.