بقلم : أبو أسامة الحلبي الأزهريلقد أولى الإسلام المرأة عناية ورعاية خاصتين واعتبرها أخت الرجل وشقيقته وتوأم روحه لاشتراكهما في الأصل الإنساني ” إنما النساء شقائق الرجال ” . خلقها الله من نفس الرجل ليسكن إليها ويأنس بها وتكون شريك حياته وربيع عمره ، والمرأة وصية رسول الله: ” استوصوا بالنساء خيراً، فإنهن عوان عندكم ( أسيرات ) أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، ما أكرمهنّ إلا كريم وما أهانهنّ إلا لئيم ” وكان من أواخر وصية رسول الله : ” الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم ” . لقد كرم الإسلام المرأة تكريماً لا يدانيه تكريم ، واعتبرها جوهرة نفيسة يجب صونها والحفاظ عليها حرصاً على سمعتها وكرامتها وأنوثتها واحتراماً وتقديراً لدورها في بناء المجتمع الذي ما وجد إلا يوم خلقت المرأة ، فوجود المجتمع متوقف على وجودها وقضيتها قضية كل إنسان فهي ليست نصف المجتمع فحسب ، بل هي صانع المجتمع . ومن هنا ساوى الإسلام بينها وبين الرجل في الحقوق والواجبات: ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة( وهذه الدرجة هي درجة تكليف لا درجة تشريف ، وهي لصالح المرأة وخدمتها والقيام على شؤونها ، فقد حرر الإسلام المرأة من الظلم والاستعباد والاضطهاد الذي حاق بها قبل الإسلام عند جميع الأمم والشعوب ، وأعطاها حقها في العلم والتعليم والعمل والميراث والملكية والحياة الزوجية ، وشاورها واحترم رأيها وشاركها في اتخاذ القرار ، كما فعل رسول الله مع زوجه أم سلمة رضي الله عنها في صلح الحديبية .ومن تكريم الإسلام للمرأة أن جعلها مخطوبة ومطلوبة ويقدم لها المهر هدية تكريم ، ويلزم الرجل بالنفقة عليها بنتاً وزوجة وأماً ، فالمرأة إنسان كامل الإنسانية ، كما اعتبرها الإسلام خير متاع الدنيا وخير كنوزها وخير ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله تعالى ، وهي زهرة الحياة الدنيا وريحانتها . إنَّ النِّساء رياحينٌ خلقنَ لنا وكلُّنا يشتهي شمَّ الرياحينِ نرعاها طفلة ونفضلها على أنفسنا وهي شابة ونبذل لها من أموالنا و صحتنا وهي زوجة ونكرمها ونخدمها وهي كبيرة .الأوائل من النساء:والمرأة أول من آمنت بدعوة الإسلام ( خديجة الكبرى ) رضي الله عنها ، وجاءها السلام من الله ، وبشرت ببيت في الجنة من قصب لا نصب فيه ولا تعب ، ونزل جبريل عليه السلام على رسول الله ، بأمر من الله خصيصاً لأجل ( خولة بنت ثعلبة ) وأخواتها . وأول شهيد في الإسلام امرأة ( سمية بنت خياط ، أم عمار ) وأول معلمة في الإسلام ( الشفاء بنت عبد الله ) التي ولاها عمر بن الخطاب الحسبة .وأول ممرضة في الإسلام ( رفيدة الأسلمية ) وأول مجاهدة في الإسلام ( نسيبة بنت كعب المازنية ) وأول مهاجرة إلى الحبشة ( رقية مع زوجها عثمان ) وأول مهاجرة إلى المدينة أم سلمة ، ويقال: ليلى بنت أبي حثمة ، وسيدة نساء العالمين ( مريم بنت عمران ) وهي المرأة الوحيدة التي ذكر اسمها صراحة في القرآن الكريم . وسيدة نساء أهل الجنة: ( فاطمة الزهراء ) رضي الله عنها. وأعلم امرأة في الإسلام ( عائشة بنت أبي بكر الصديق ) رضي الله عنهما ، وفضلها على سائر النساء . وخطيبة النساء ( عاتكة بنت زيد ) وأكمل نساء العالمين أربع : آسية بنت مزاحم امرأة فرعون ، ومريم بنت عمران ، وخديجة زوج محمد ، وفاطمة بنت محمد ” رضي الله عنهن جميعاً . نساء السلف: ورحم الله نساء السلف فقد كانت الزوجة تعرض نفسها على زوجها ، فإن لم يكن له إليها حاجة ، استأذنته في قيام الليل !!! وكانت تقول إحداهن لزوجها إذا هو خرج للعمل والكسب: اتقِ الله فينا ، ولا تطعمنا الحرام ، فإننا نصبر على الجوع ، ولا نصبر على النار . وقد كان لهن دور كبير في تربية وتعليم أبنائهن … كوالدة ربيعة الرأي ( أحد شيوخ الإمام مالك ت 136 هـ ) ووالدة الشافعي ، ووالدة سفيان الثوري ( أمير المؤمنين في الحديث ) فإنها كانت تقول له : أقبل على العلم ، وأنا أكفيك بمغزلي. ووالدة البخاري ووالدة عبد القادر الجيلاني وغيرهم رحمهم الله جميعًا .فـلـو كان النــساء كمن ذكــرنا لفُضلتِ النساءُ على الرجالِفما التأنيثُ لاسمِ الشمسِ عيبٌ ولا الـتـذكيـرُ فـخـرٌ للهـلالِ