ندى اليوسف |
تنقل صعب وساعات سفر تطول رغم أن الطريق قصير، إذ إن جلَّ الطرق في المناطق المحررة متهالكة جراء القصف وآثار الحرب وانعدام الصيانة؛ لأنه منذ ما يقارب تسع سنوات لم يُجرَ عليها أي تصليح إلا ما ندر، فلا يخلو طريق في الشمال السوري من حفر ومطبات كثيرة، وطريق (الغزاوية-عفرين) ربما يعدُّ الأسوأ علمًا أنه يضج بالحيوية يوميًا كونه صلة الوصل بين منطقة إدلب وبين منطقتي (غصن الزيتون، ودرع الفرات).
ونظرًا لأهمية الطريق وحيويته الكبرى، استجابت منظمة (بنيان) لنداءات الأهالي من أجل إصلاح الطرق المتهالكة، فأطلقت مشروع تعبيد الطرقات، وكان طريق (الغزاوية-عفرين) من ضمنها وأهمها.
(صحيفة حبر) التقت المشرف على مشروع تعبيد طريق (الغزاوية-عفرين) المهندس (محمد أحمد)؛ للوقوف عند المشروع والاطلاع على تفاصيله التي تهم كل الأهالي في الشمال السوري.
وعن طول الطريق وسبب استهدافه من قبل منظمة (بنيان) العاملة في الشمال السوري، يقول (محمد): “المنظمة قررت استهداف طريق (الغزاوية _عفرين) والبالغ طوله 22كم كونه من الطرق الحيوية المهمة في المناطق المحررة، لكنه سيء جدًا من الناحية الفنية ويحتاج صيانة وإعادة تأهيل”.
عملية التأهيل لم تكن تستهدف تزفيت الطريق فحسب، بل المشروع يضمن التوسعة، وفي ذلك يوضح المهندس (محمد): “المشروع يتضمن توسعة الطريق ليصبح 7،3م بعدما أن كانت بين 4 و 6 م، وأيضًا يتضمن وصل الحواف باستخدام البحص بعرض 1،5 م من كل جانب”.
وقد عملت (منظمة بنيان) على تجاوز كل الصعوبات التي اعترضت طريقها من أجل إنجاح المشروع وإتمامه على أكمل وجه، فمن ناحية المعدات أكد (محمد) أنه: “تم تأمينها من خلال مناقصة أجرتها المنظمة، اختارت على أساسها المقاولين الذين يعملون على تامين المعدات”.
وأضاف المهندس بأن: “المنظمة تعاونت مع مجالس المدن من أجل قطع الطرقات وتحويل الطريق إلى الطرق الفرعية”.
إن مسألة قطع الطريق كانت من أهم الصعوبات التي واجهت القائمين على المشروع الحيوي، وقد أوضح ذلك (أحمد) بقوله: “تجلت صعوبة قطع الطريق كونه صلة وصل بين مناطق ريف حلب الشمالي ومنطقة إدلب، إضافة إلى كونه طريقًا تجاريًا، وطريق نقل للقوافل والمساعدات الإغاثية، ويستعمل للسفر بين المناطق وتنقل سكان المنطقة”.
وتسعى المنظمة لإنجاز المشروع بأقصى سرعة قبل دخول موسم الشتاء وإعاقته فرق العمل بسبب الأمطار والأجواء الباردة غير المناسبة للتزفيت.
وقد أكد المهندس (محمد أحمد) أن “منظمة (بنيان) ومن خلال استجابتها لإصلاح الطرقات، تعمل حاليًا على دراسة لأوضاع ما يقارب ١٠ طرقات في المناطق المحررة من أجل إعادة تأهيلها وإصلاحها لتحسين الظروف الخدمية في المناطق المحررة.”
كانت معاناة الأهالي مع طريق (الغزاوية_عفرين) مستمرة، (محمد سامي) يتأمل أن يصبح الطريق بعد التزفيت أفضل، إذ إنه قبل مشروع التزفيت كان مليئًا بالحفر وغير معبد، وبه انعطافات خطيرة.
وعند سؤالنا (سامي) عن أهم المشكلات التي يسببها الطريق، أجابنا: “الغبار منتشر طول الطريق، وبسببه كانت السيارات تنزل إلى جانبي الطريق بسبب ضيقه الذي يدفع السيارات للنزول إلى الرصيف الترابي، مما يزيد من الغبار التي تؤثر على الرؤية، فضلًا عن أن الطريق كان مشكلة بحد ذاته نتيجة الحفر المنتشرة فيه بكثافة، حيث تمتلئ بالمياه صيفًا وشتاء فتتحول إلى خنادق مخفية تعلق بها السيارة، فتؤدي بها إلى أضرار ، أو تسبب عرقلة للسير، وأهم شيء في التزفيت هو توسعة الطريق”.
الجدير بالذكر أن المشروع بدأ بتاريخ 10/9/2020م ومن المقرر نهايته بتاريخ 30/11/2020م.