بعد احتدام المعارك التي يخوضها الثوار ضد قوات النظام وميليشياته الطائفية في الشمال السوري من جهة و وخطر العصابات الكردية من جهة أخرى وبعد قيام الثوار بالضغط على قوات النظام داخل مدينة حلب لإجبارها على الانسحاب من الملاح والتخفيف من قصف طريق الكاستيلو الممر الانساني الوحيد مع استمرار القصف العنيف الذي تنفذه قوات النظام المتمركزة في تلال الملاح على شاحنات الإغاثة التي تتجه نحو حلب و أيضاً قيام قوات سوريا الديمقراطية باستهداف هذا الطريق ورصده من حي الشيخ مقصود المرتفع قليلا ً والذي يشرف على طريق الكاستيلو وهذا ما أبدى قلق مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا من أن يتمكن النظام من إطباق الحصار على المدنيين الموجودين داخل الأحياء الشرقية للمدينة حيث رأى دي ميستورا أمس أن المرحلة باتت حاسمة لإيجاد حل يوفق بين محاربة تنظيم الدولة والعملية السياسية الانتقالية في سوريا.
واعتبر ايضا في ختام لقاءه مع وزير الخارجية الايطالي باولو جنتيلوني ان “الحل يكمن في اتفاق محتمل بين روسيا والولايات المتحدة” واضاف ان البلدين “اظهرا انهما قادران على الاتفاق وتحذو الجهات الاخرى حذوهما”.
وأكد دي ميستورا “النية الثابتة” للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون شخصيا في “تحريك المفاوضات حول سورية في أسرع وقت ممكن”.
وقبل اقل من اسبوعين قال دي ميستورا في مقر الامم المتحدة انه ما يزال يأمل في الدعوة لجولة جديدة من مفاوضات السلام في تموز(يوليو).
وقال في ختام جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي “هدفنا هو شهر تموز(يوليو) لكن ليس بأي ثمن ودون ضمانات”.
وقال إنه يريد التأكد من “أنه عندما ستتم الدعوة للمفاوضات سيكون هناك امكانية للتقدم نحو عملية سياسية انتقالية بحلول آب(اغسطس)”.
هذا وتعتبر إحدى اهم نقاط الخلاف الرئيسية للمفاوضات بين نظام الأسد والمعارضة هي حول الدور الذي سيضطلع به السفاح بشار الاسد في العملية الانتقالية.
وقد عقدت جلستان من مفاوضات السلام بين الاطراف السورية منذ مطلع العام في جنيف دون احراز تقدم ووفقا لخريطة الطريق التي حددتها الأمم المتحدة يفترض ان تفضي المفاوضات إلى انشاء هيئة انتقالية بحلول الأول من آب(اغسطس) وصياغة دستور جديد وتنظيم انتخابات منتصف العام المقبل.
ولكن ما يقوم به النظام من انتهاكات إنسانية ومحاولات لحصار عدد من المناطق آخرها محاولته قطع طريق إمداد حلب يشكل العائق الأول في طريق المفاوضات ولكن الثوار يبذلون قصارى جهدهم لمنع النظام من التقدم تجاه هذا الطريق لأن حصاره سيسبب كارثة انسانية وبالتالي محاصرة اهالي حلب سيمنح النظام نقاطا مضاعفة على طاولة المفاوضات.