غسان دنو
(شباب بتهاجموا من طرف الحديقة 3 ومن طرف راس الحارة 3 والباقي بتنغمسوا مباشرة وبتكبروا لنرعبهم)
إنَّها ليست حرب وليست لعبة إلكترونية، بل أساليب لعب جديدة اخترعها الأطفال متأثرين بجو الحرب الطاحنة التي نتجت عن الثورة.
تسلحوا بشتى أنواع الأسلحة من مسدسات بلاستيكية وأخرى مزودة بليزر للتصويب، وبنادق كلاشنكوف و M-60 وكلها مذخرة بكرات بلاستيكية صغيرة. يتجمَّع الفريق في إحدى الحارات ليغير على فريق آخر من حارة تليها، يدرِّسون الخطة ويتوجهون إلى ساحة المعركة بشكل منظم لا يخلوا من العشوائية.
وما إن تحتدم المعركة ويشتد وطيسها وتبدأ الغلبة لفريق على آخر يعلو صوت التكبيرات المهلهلة بالنصر فريحين بما غنموه من أسلحة وربما أسرى حرب.
الغريب بالقصة الذكاء والدهاء الواضح لدى الأطفال في تنظيم المعركة وتعلمهم لأساليب القتال ولو بأسلحة بلاستيكية.
ولكن لكل لعبة آثارها السلبية أيضاً، فليس الضجيج الناجم عن كل معركة يخوضها الأطفال أثناء لعبهم ما يؤرق الآباء ويغضبهم، إنما فكرة الغنيمة التي يسلب فيها الطفل لعبة طفل آخر، فيتعلم الطفل أنَّ سرقة لعبة غيره حلال، فهي غنيمة حرب ولا يميز بين اللعبة وجو الحرب، ممَّا يضطر الأب أن يشتري غيرها لطفله، أو ليصب جام غضبه ويحرمه من لعبته ومن اللعب مجددا.
وقد تظهر لدى الأطفال أثناء ممارستهم هذه اللعبة الشتائم، وتظهر كدمات ودموع لخسارة حرب، وربما تمزق ثياب العيد نتيجة كل معركة، وأيضاً يجسد الأطفال دور المخابرات عندما يمسكون بطفل من فريق الخصم، فتراهم يغطون وجهه بثيابه لكيلا يعلم من سرق سلاحه ومن اعتقله (شوله)
فالأمر إذاً لا يخلوا من مرح وتعلم مهارات تنمي أدمغة الأطفال وقدراتهم، لكن
أين دور المدارس والآباء والأمهات في توعية أطفالهم في مثل هكذا ألعاب؟! فعلى الرغم من الإيجابيات الموجودة إلا أنها ربما تنشئ جيلا منحرفا أخلاقيا. فقد قيل (يا فرعون مين فرعنك قال لم أجد أحد يوقفني أو يردني)