تحاصرت مدينة حلب، وسقطت جبهات الملاح والراموسة والشيخ سعيد والمدينة الغربية والشيخ مقصود بقتال أو من غير قتال، فالنتيجة واحدة، وما زلنا نخسر النقاط منذ أكثر من سنتين دون أي نصر حقيقي يلوح في الأفق، فقط مجرد استعادة المستعاد، وقتل العديد من المليشيات الطائفية والمرتزقة التي تعج فيها مواقعنا الإخبارية، لتشبع شهوة الانتقام في داخلنا، حتى ونحن نتجرع كأس الهزيمة مترعةً بالأماني وصور الشهداء.
في كل معركة نستعيد نفس الأخطاء، ونعلم بوجود نفس العقبات، ونكون واثقين بالهزيمة، مع ذلك نخوضها طلباً للمصادفات، أو للنصر الإلهي كما يقولون ..
سألت العديد من قادة المعارك والجنود عن أسباب الفشل في معاركهم كل هذه الفترة الطويلة، كانت الإجابات نفسها، الجميع يعرف الأسباب، ولكن المشكلة الكبرى أنه يعيد ارتكاب نفس الأخطاء، دون أن يفكر بإمكانية المعالجة، أو إمكانية وجود بدائل، .. نحارب فقط على أمل أن ننتصر مصادفة أو بتمكينٍ من الله ..
تبارك الله، وتعالى عمّا يصفون علواً كبيرا .. سوء التنسيق بين الفصائل، الكثافة النيرانية التي تمنع من التمركز، عدد نقاط الرباط الكبير، عدم توفر السلاح الثقيل، عدم وجود مضاد طيران، الخلاف على الغنائم، غياب القيادة الموحدة حتى أثناء المعارك … وتبدأ المعركة دون أن تجد حلاً أو بديلاً لأيٍّ من هذه المشكلات، ثم يبدأ مسلسل الحماس، الانتصار في البداية، ثم التراجع والهزيمة، تبادل الاتهامات عن سبب فشل “العمل” يليه ركودٌ طويل.
وتستمر إعادة التدوير لهذا النمط من المعارك، ويستمر نزيف الشهداء من أجل بعض الأخبار المفرحة مؤقتاً، والمبكية طويلاً، عندما يضيع دم الشهداء هدراً في سبيل تنشيط مواقع التواصل الاجتماعي والشبكات الإعلامية وقنوات الأخبار الفضائية .
فإلى متى .. تعيدون استنساخ الهزائم “أم على قلوبٍ أقفالها” …
المدير العام
أحمد وديع العبسي