صحيفة حبر- الحسكة- عكيدجولي
مع تدهور الأوضاع في سوريا، وتردي الوضع المعيشي لدى السكان، هاجر عدد كبير من أهالي محافظة الحسكة إلى المدن والعواصم الأوروبية بحثاً عن لقمة عيش وأمان أكثر.
ويلجأ المهاجر من الوطن إلى بيع ممتلكاته وأغراضه من أدوات منزلية بالإضافة إلى أثاث المنزل؛ لتأمين كلفة السفر إلى أوروبا، وهذه الأغراض ذاتها تصبح المادة الأساسية التي يقصدها النازح إلى المنطقة، فربة ضارة نافعة.
تجارة الأدوات المنزلية المستعملة لم تكن موجودة في الحسكة فيما مضى، إلا أنَّ ارتفاع موجة الهجرة في المحافظة واضطرار المواطنين الذين ينوون السفر إلى خارج الوطن لبيعهم أدواتهم المنزلية وأغراضهم المستعملة، سنحت الفرصة أمام انتشار محلات تجارة الأغراض المستعملة.
وفي هذا السياق أجرت صحيفة حبر في محافظة الحسكة لقاء مع محمد عطاف تاجر الأغراض المستعملة، وتحدث عطاف عن الموضوع قائلاً: “هناك طلب على الأغراض المستعملة أكثر من الجديدة، باعتبار الأغراض الجديدة أصبحت باهظة الثمن، ولا يستطيع المواطن شراءها، وبالأخص النازحين من المحافظات السورية التي تتعرض للقصف هم من يقصدون محلات بيع الأدوات المستعملة نظراً لانخفاض أسعارها”.
وتعتمد هذه التجارة على شراء الأدوات والأجهزة من الأسر التي تنوي الخروج والسفر خارج البلاد، حيث يشتريها التاجر بأقل من نصف سعرها الذي اشتراه بها صاحبها، ويضيف عليها حصته من الأرباح، ليبيعها ثانيةً.
تحدثت ريما زعال ربة منزل من مدينة الحسكة قائلة: “بعدما أنهى زوجي من إجراءات لم الشمل في ألمانيا، طلب مني أن أبيع كافة أغراض منزلنا حتى الأثاث؛ لأتمكن من تأمين كلفة السفر إلى حيث يسكن، وقمت ببيع أغراضي بأقل من نصف سعرها، على سبيل المثال اشتريت برادي في عام 2012 بـ 125 ألف ليرة، وبعته لإحدى محلات تجارة الأغراض المستعملة بـ 45 ألف”.
ارتفاع أسعار الأدوات المنزلية والحاجيات الأساسية للمنازل، بالإضافة إلى سيطرة التعامل بالدولار على السوق المحلية، وقلة الحيلة لدى الكثير من الناس، زادت من إقبال سكان المنطقة من فقراء، بالإضافة إلى النازحين والوافدين إلى المحافظة على هذه المحلات، بحسب ما أوضحت غدير صوفي وهي نازحة من محافظة حمص لـ صحيفة حبر “لا نستطيع شراء الأغراض الجديدة نظراً لارتفاع أسعارها، فبالكاد نستطيع دفع آجار المنزل الذي نسكن فيه، وأسعار هذه الأغراض أقل ثمنا”.
الجدير بالذكر أنَّ ازدهار حركة بيع وشراء الأغراض المستعملة بدأت مع ارتفاع موجة الهجرة في محافظة الحسكة، شمال شرقي سوريا.