بقلم _ موسى رحال
تمارس قوات النظام السوري أعنف سياساتها في قصف المدن السورية منذ انطلاق الثورة ولا سيما مدينة حلب وريفها حيث يستهدف سلاح الجو الروسي والسوري جميع أحياء وقرى مدينة حلب ففي الريف الغربي تشن الطائرات السورية والروسية أقسى الهجمات وأكثرها حقداً على مدينة الأتارب والتي تقع غرب محافظة حلب والتي تعد أولى مدن ريف حلب الغربي التي خرجت بوجه النظام وأبدى أبنائها تضحياتهم ضد الهجمة التي تعرضت لها المدينة بتاريخ ١٤\٢\٢٠١٢ حين اقتحمت قوات النظام المدينة بمئات الجنود وعددٍ من المدرعات والدبابات مع تغطيةٍ من قبل الطيران المروحي وتمكن حينها أهالي مدينة الأتارب من صد النظام وقتل العشرات من قواته مما أجبرهم على الإنسحاب من المدينة .
لماذا الأتارب ؟
تعد مدينة الأتارب مركز نشاطٍ سكاني لريف حلب الغربي فهي تضم المشفى الميداني الذي يشرف على الأمور الطبية لها وللقرى المجاورة رغم معاناته من النقص الشديد في المعدات الطبية وصعوبةٍ في تأمين الأدوية وتحوي الأتارب المخبز الآلي المسؤول عن تغطية الريف الغربي بمادة الخبز والذي قد تعرض بدوره لعدة هجماتٍ جوية ما أدى إلى خروج قسمٍ كبيرٍ منه عن العمل .يتركز النشاط البشري في القسم الأوسط من الأتارب حيث سوق الخضار الذي يقصده البائعون والمواطنون من كافة القرى المحيطة بالأتارب و تعد المدينة أيضاً مركزاً لانطلاق السيارات المتجهة نحو حلب وإلى كافة قرى الريف الغربي ناهيك عن نشاطها في المجال التعليمي بضمها منشآت تعليمية لجميع المراحل الدراسية الأساسية حتى معاهد التعليم العالي
الأتارب …مجازر دائمة لا زالت في الذاكرة
بعد إخراج قوات النظام من مدينة الأتارب تابعت الطائرات الحربية استهداف المدينة بشكل مكثف وعنيف وذلك لقتل أكبر عددٍ من السكان .
- مجزرة السوق في تاريخ ٢٤\٢\٢٠١٤ حين استهدفته الطائرات بعدة صواريخ فراغية ارتقى خلالها أكثر من ٤٠ شهيداً وعدداً كبيراً من الجرحى معظمهم من الأطفال.
- بتاريخ ١٤\١٢\٢٠١٥ استهدفت الطائرات أحياء المدينة بصواريخ بالستية أدت لاستشهاد أكثر من ٢٠ شخصاً و عشرات الجرحى أغلبهم من النساء.
- في الشهر الجاري تعرضت المدينة لقصف يعد الأعنف في تاريخها حيث قامت الطائرات الروسية بهجمات عديدة تلاها مجزرة دامية بتاريخ ١٩\٧\٢٠١٦ إثر استهداف المنطقة الصناعية للمدينة راح ضحيتها أربعون شخصاً بين شهيد وجريح.
ثلاثون غارة في أقل من ساعة
تعرضت المدينة في تاريخ ٢٤\٧\٢٠١٦ لأكثر المجازر دمويةً حيث نفذت الطائرات الحربية في منتصف الليل مايقارب ثلاثين غارةً مستخدمةً جميع أنواع الصواريخ والرشاشات الثقيلة على سوق المدينة منها ستة صواريخ عنقودية وأربعة أخرى فراغية وخمسة صواريخ جديدة من نوع C5 واقتصرت بقية الغارات على الرشاشات الثقيلة التي استهدفت الطريق العام الواصل بين أورم الكبرى والأتارب وسيارات الإسعاف التي تسلكه وقد كانت نتائج الهجمة استشهاد أكثر من ٢٠ شهيداً و٦٠ جريحاً إضافة لخروج مشفاها عن العمل بعد استهداف غرفة العمليات إضافةً إلى ضررٍ كبيرٍ في المحال التجارية داخل السوق والمباني السكنية المحيطة وتهجير عددٍ كبيرٍ من سكان المدينة.ويرى البعض بأن هذه الهجمة التي يشنها النظام إنتقامٌ من المدينة الصامدة ولإرغامها على تقديم التنازلات التي تخالف هوى أبنائها على مدى السنوات الخمس االماضية .