واصل رئيس وزراء المجر الشعبوي فيكتور أوربان هجومه على اللاجئين حيث وصف وصول طالبي اللجوء لأوروبا “بالسم” مضيفاً أن بلاده لا تريد أي مهاجرٍ على أرضها.
وكما فعل مقتل القس في نورماندي، آخر الهجمات التي هزّت أوروبا هذا الصيف، أجج أوربان المخاوف من المهاجرين، وأشاد بسياسة دونالد ترامب الخارجية، حسب تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية.
وقال رئيس الوزراء المجري في مؤتمر صحفي في بودابست حضره المستشار النمساوي كريستيان كرن، “إن المجر ليست بحاجة إلى أي مهاجر لكي ينشط اقتصادها أو تزدهر مجتمعاتها أو لتبني مستقبلها. لذلك لسنا بحاجة إلى السياسة الأوروبية الموحّدة للهجرة، من يحتاج المهاجرين بإمكانه أن يأخذهم، لا يحق له أن يفرضهم علينا، نحن لا نريدهم”.
وأضاف القيادي الشعبوي “كل مهاجر يشكل خطراً أمنياً على المجتمع ويعتبر إرهابياً محتملاً. الهجرة بالنسبة لنا ليست حلاً، بل مشكلة. ليست علاجاً، بل سماً، لا نحتاجه ولن نبتلعه.”
فقد رفعت المجر دعوى قضائية ضد الاقتراح، وستدعو للاستفتاء على المشاركة في تلك الخطة في أكتوبر/تشرين الأول القادم.
وانتقل مئات الآلاف من المهاجرين واللاجئين عبر المجر والنمسا في 2015 للوصول للدول الأوروبية الغنية. ولكن تدفق اللاجئين توقف تقريباً بعد أن أقامت حكومة أوربان أسلاكاً شائكة وأسواراً على الحدود الجنوبية للبلاد في خريف 2015 وسنّت قوانين معادية للهجرة.
وقال أوربان إن المجر بحاجة لسياسات مشابهة لسياسات المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب، أما سياسات هيلاري كلينتون فهي “مميتة” على حدّ وصفه.
واعتبر أن الديمقراطيين في الولايات المتحدة يؤيدون الهجرة كما يؤيدون ما أسماه “تصدير الديمقراطية”، بينما المجر، مثل ترامب، تعارضهما كليهما، وذلك حفاظاً على “مصالح المجر”، حسب قوله .ويقول أوربان “إن سياسة الديمقراطيين الخارجية ضارة لأوروبا، وقاتلة للمجر أما السياسة الخارجية التي يتبناها المرشح الجمهوري ترامب فهي مفيدة لأوروبا وضرورية للمجر.”
وقد وصف سياسات ترامب بـ”الشجاعة”، وذلك بعد تصريحات ترامب لنيويورك تايمز أنه سيربط بين مساعدات الولايات المتحدة العسكرية لحلفائها في الناتو بالظروف في حالة حدوث هجوم روسي.
وكانت حكومة أوربان قد أقلقت بعض شركائها بتقاربها مع روسيا، فقد عقدت صفقات كبيرة مع موسكو، منها الاتفاق على إنشاء مفاعل نووي كبير، كما انتقدت مقاطعة الاتحاد الأوروبي لروسيا.
ويقول المحلل السياسي بيتر كريكو “أصبحت السياسة الخارجية للمجر تتماشى مع المصالح الروسية في السنوات الأخيرة، حتى أنها كادت تصبح ذراعاً لروسيا في مسائل السياسة الخارجية.
وأضاف “لا أظن أن بوتين يقف خلف توطيد العلاقة بين ترامب وأوربان، ولكنّ كليهما مهتمٌّ بتحسين العلاقات مع روسيا، لذا، فتحالفهما قائمٌ على المصلحة”.
المصدر : صحيفة الغارديان البريطانية