بشار الفارس
في كل عام مع قدوم فصل الشتاء تتجدد معاناة النازحين في مخيمات الشمال السوري، خاصة مع تزايد أعداد النازحين في المخيمات على الحدود السورية التركية والعيش ضمن خيام مصنعة وجاهزة للسكن لا تقيهم البرد ولا تقاوم العوامل الجوية.
إلا أن النازحين لجؤوا في تدعيم خيامهم وبنائها إلى استخدام (القَصب)، حيث بات العديد من النازحين في مخيم (الجمعية) بمدينة (سلقين) يستخدمونه لتدعيم الخيام وتثبيتها لمقاومة العوامل الجوية المختلفة في فصلي الشتاء والصيف.
(أبو محمد) نازح من ريف حماة، وهو أحد سكان (مخيم الجمعية)، يتحدث لصحيفة (حبر) عن استخدام القصب بقوله: “نستخدم القصب لتثبيت الخيمة لمقاومة الهواء القوي والمطر، كي لا تقع علينا؛ إذ إن خيمتي شبه مهترئة، لذلك ثبتها بأعواد القصب، ووضعت عليها بطانيات، فصارت أحسن من ذي قبل، والوضع المعيشي في المخيم بشكل عام صعب، وحالة الفقر كبيرة، لذلك لم نستطع شراء خيم جديدة.”
يجمع أهالي (مخيم الجمعية) أعواد القصب ويشذبونها؛ لتصبح ركائز لخيامهم مع قطع القماش، وهم بهذا الأسلوب يرممون خيامهم بتكلفة أقل من شراء خيمة جديدة، مع ثبات جيد للخيم.
يوضح (أحمد المروان) أحد سكان المخيم أيضًا كيفية تأمين القصب وتجهيز الخيمة من خلاله بقوله: “نجهز خيمة القصب حتى تحمينا من حرّ الصيف وبرد الشتاء، ونجمع القصب من وديان المنطقة التي نحن فيها، وأحيانًا نشتريه بسعر ٣٥ ليرة سوري، ونحن نجهزه ونعمل على قصّه بمقياس محدد، وعند بنائنا الخيمة نحفر بالأرض مجرى، ثم نضع القصب فيه على شكل صف مستوٍ بحسب المسافة التي نختارها، ثم نضع بعض البطانيات، والذي أجبرنا على استخدام القصب هو الوضع المادي الذي نعاني منه في جميع المخيمات، فنحن غير قادرين على شراء الخيمة، والخيم بشكل عام غالية وأسعارها مرتفعة وخصوصًا عند وجود موجات نزوح.”
أما (عمر المحمد) أحد النازحين من سهل الغاب إلى مخيمات الجمعية، فقد أكد أن “تجهيز خيمة القصب سهل ورخيصة الثمن، لأن القصب متوفر في كل وقت وفي معظم الشمال المحرر، وخيمة القصب هي حاجة لجأنا إليها لتكون حلًا لنا في ظل عدم تمككنا من تأمين خيمة، وفكرتها ليست سيئة وملاذ لكل مهجر لا يملك من أمره شيئًا، وهي أفضل من المبيت في العراء.”
وتعاني مخيمات الشمال السوري بشكل عام من أوضاع إنسانية صعبة وغلاء في الأسعار، وهذا ما دفع أهالي (مخيم الجمعية) في ريف إدلب الغربي الشمالي على ابتكار وسائل بديلة للخيمة تقيهم برد الشتاء وحرّ الصف ما أمكن.