أعطى تنظيم “القاعدة” الضوء الأخضر لـ”جبهة النصرة” من أجل الاعلان عن فك الارتباط به، وذلك في رسالة صوتية وجّهها النائب العام لتنظيم “القاعدة” أحمد حسن أبو الخير، حيث دعا زعيم “جبهة النصرة” أبو محمد الجولاني إلى المضيّ قدماً بما يحفظ مصلحة الإسلام، واتخاذ الخطوات المناسبة تجاه هذا الأمر، ودعا لتشكيل حكومة إسلامية في الشام.وتوجّه للفصائل مذكّراً بكلامٍ لزعيم “القاعدة” أيمن الظواهري مفاده أنّ “وحدتكم أقوى من أي رابطة تنظيمية”.وجاء في الرسالة: “بعد دراستنا لوضع الساحة الشامية من كلا الجانبين العسكري والسياسي وما فيه من تحديات وصعوبات، يرافق كلّ ذلك معاناة وقسوة يعيشها أهل الشام قتلاً وقصفاً وتشريداً، استقرّ لدينا مع هذه الرؤية أن نعمل على بذل كلّ الأسباب الممكنة للحفاظ على الجهاد الشامي راشداً قوياً ونبعد عنه كلّ الذرائع الواهية التي يضعها عدوّنا لفصل المجاهدين عن حاضنتهم من أهل السنّة، (…)
وإنّ المرحلة التي وصلت الأمّة إليها من انتشار الجهاد ودخوله للمجتمع المسلم وانتقاله من مفهوم جهاد نخبة إلى جهاد أمّة لا ينبغي أن يُقاد بعقلية الجماعة أو التنظيم بل يجب أن تكون التنظيمات والجماعات دائرة جمع وحشد لا تفريق ومنابذة، وتكون تلك الجهود منطلقاً لمرحلة متقدّمة تنشئ لأهل السنّة كياناً يمثل مطالبهم ويطلب حقوقهم”.وتوجّه إلى قيادة جبهة النصرة، داعياً إلى المضيّ قدماً بما يحفظ مصلحة الإسلام والمسلمين ويحمي جهاد أهل الشام، “ونحثّهم على اتخاذ الخطوات المناسبة تجاه هذا الأمر، وهذه خطوة منّا ودعوة كذلك لكلّ الفصائل المجاهدة على أرض الشام أن اجتمعوا على ما يرضي الله وتطاوعوا فيما بينكم وتعاهدوا على الولاء لأهل الإيمان والبراء من أهل الظلم والكفران”.
وأضاف: “كونوا صفاً واحداً يحمي أهلنا ويدافع عن أرضنا، وأقرّوا أعيننا باجتماعكم على حكومةٍ إسلاميةٍ راشدة تردّ الحقوق وتبسط العدل بين المسلمين، وإننا بإذن الله سنكون أول من يؤيّدها وينصرها، وهذا ما يؤكده كلام أميرنا وشيخنا الدكتور أيمن حفظه الله حيث يقول أنّ أخوة الإسلام التي بيننا هي أقوى من كل الروابط التنظيمية الزائلة المتحولة، وأنّ وحدتكم واتحادكم وتآلفكم أهمّ وأعزّ وأغلى عندنا من أيّ رابطةٍ تنظيمية.فوحدتكم واتحادكم ووحدة صفّكم تعلو فوق الانتماء التنظيمي والعصبية الحزبية، بل يضحّى بلا تردّد بتلك الروابط التنظيمية الحزبية إذا تعارضت مع تآلفكم ووحدتكم واصطفافكم في صفٍ واحد كالبنيان المرصوص في مواجهة عدوكم العلماني الطائفي الذي تدعمه القوى الرافضية الصفوية روسيا والصين وتتواطأ معه الحملة الصليبية المعاصرة”.