عائشة الكرمو{فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ} الضحى(9)، لقد حق علينا أن نمتثل لأمر الله فنحفظ حق اليتيم، ونتكفل به، ونرعاه رعاية شاملة ماديا وصحيا وتربويا، فهذا الغصن الطري الذي مازال على قيد الحياة، والذي أوصانا الله به يجب علينا الاعتناء به حتى يبلغ أشده، ويعلم رشده ويستطيع حفظ حقه بساعده.ولقد أفرزت الحرب اليوم ومازالت تفرز جيلا بريئا فقد المربي والمعيل والعضد والحنان.فقامت مؤسسة أيتامنا (يتيم يصنع التغير) في حلب المحررة بتكفل أعداد كبيرة من الأيتام، لتكون الأولى كمًا ونوعًا من أقرانها، هذه المؤسسة إنسانية تنموية تربوية تخدم اليتيم وترعاه رعاية شاملة، وهي عبارة عن مجموعة من المهتمين المتخصصين، اجتمعت لتسد حاجة الأيتام النفسية والصحية والاجتماعية وتؤهلهم ليكونوا أداة تغير في المجتمع.فعملت المؤسسة على تعيين مشرفات لرعاية الأيتام، حيث تقدم لهن محاضرات توعوية لتأهيلهن لذلك.فقد ألقت الدكتورة “أم سعد” في جامعة حلب الحرة لمؤسسة أيتامنا محاضرتين استهدفت بالأولى المكتب التربوي للمشرفات فتحدثت عن تشريعات وأحكام مال اليتيم، وأهمية الحفاظ عليه، وكما تحدثت عن عظيم أجر كافل اليتيم عند الله، وتحدثت أيضاً عن فنون التعامل مع اليتيم بطرق جديدة تستطيع المشرفة تنفيذها مع أيتامها من لين وبشاشة وجه وإرشاد سليم حتى تتهيأ لتكون بمثابة أم ثانية ترعى اليتيم وإخوته دراسيا وقرآنيا ومنزليا، وذلك بهدف الارتقاء بمستوى اليتيم وأسرته الحاضنة علميا وسلوكيا وماديا وأخلاقيا مع مراعاة سن اليتيم في كل مرحلة، وذلك من خلال محاضرتين في الشهر.واستهدفت بالمحاضرة الثانية مكتب الدعم النفسي للمؤسسة، فوصفت فيها الأطفال بأنهم روح الحياة وعطرها، وابتسامتهم البريئة هي نبع صافٍ كله أمل وحياة، فهم يعيشون اليوم بيومه بل الساعة بساعتها ولا يأخذهم التفكير ولا التخطيط إلى كيف سيكونون غدا، وماذا سيعملون، ولذلك السبب قامت المؤسسة بالعديد من الفعاليات التي تخدم طفلنا وتعوضه عن فقدانه وتبعده عن أجواء الحرب والظروف القاهرة بافتتاح مكتب للدعم النفسي، حيث فصَّلت في هذه المحاضرة موضحة الخطوات التي يقدمها مكتب الدعم النفسي، ولقد قدم العديد من النشاطات المخصصة للأطفال الأيتام عن طريق اختصاصية في الإرشاد النفسي تقدم فيه1ـ دورة تأهيلية في التعامل مع اليتيم نفسيا للمشرفات اللواتي يشرفن على الأيتام بعنوان (حل مشكلات الأطفال) طالت مدة ثلاث أشهر في كل أسبوع محاضرة مع دورة تدريبة تنتهي باختبار ويقدم بها شهادة حضور، وذلك من أجل أن تكون المشرفة قادرة على التعامل سلوكيا ولفظيا ونفسيا مع اليتيم.2ـ تقديم نشاطات بالدعم النفسي من خلال مركز التنشيط الخاص بهم.3ـ القيام بالإرشاد الجماعي والفردي لهم من خلال تواصل اليتيم مع المكتب بشكل مباشر، والارتباط مع فريق الدعم النفسي المكون من (طبيب ـ معالج ـ مرشد ـ داعم نفسي) عن طريق السكايب وتقديم العلاج إن تطلب الأمر.وقد ختمت المحاضرة بقول الدكتورة: “هذا كله لأنَّ أطفالنا أيتامنا هم شجرة نقاء وافرة الظلال وأغصانها عفوية تحمل ثمار القبول والمتعة… لأنَّهم مستقبلنا يحملون رسالتنا للعالم.تعتبر هذه المؤسسات الإنسانية الأهم بالنسبة إلى جيلنا القادم الذي سيحمل هذه الأمة لما تقدمه من خدمات تربوية وصحية ومادية، وهذا ما يرجحها أن تكون الأولى على المؤسسات الاجتماعية، فجميع المؤسسات تعمل للوقت الراهن كحالة إسعافية للواقع، أما مثل هذه المؤسسات التي تدعم هؤلاء الأطفال تعمل على إنشاء مستقبل الأمة وبنائه بناءً متينا يصلح لأن يعيد للأمة العربية الإسلامية أمجادها.