تقرير: محمد ضياء أرمنازي
رغم الحصار الذي فرض على مدينة حلب، ورغم القصف المستمر على أحيائها
ما زالت الحياة مستمرة، ولم يستطع النظام بطائراته وصواريخه المجنونة من وأدها في المناطق المحررة.
أقيمت في مدينة حلب المحررة مسابقة زدني علماً برعاية مؤسسة مداد، بمشاركة أربع مؤسسات تعليمية هي: مؤسسة قبس ومؤسسة ارتقاء ومؤسسة أفق ومؤسسة تكافل الشام ومديرية التربية، وقد شارك في هذه المسابقة في المرحلة الأولى 935 طالب وطالبة وقد اختيروا من 18 مدرسة تشرف عليهم المؤسسات التعليمية المذكورة.
بدأ الحفل بتلاوة القرآن الكريم، من أحد الطلاب الصغار، وأنشد المنشدون أجمل الكلام، وقد وزعت الجوائز القيمة على الطلاب الفائزين بالمسابقة في الدرجة الأولى من الفئات الثلاث بالمرحلة الثالثة والأخيرة، وتخلل الحفل كلمات لمدراء المؤسسات المشاركة.
وقد أجرت صحيفة حبر عدت لقاءات في هذا الحفل الذي يدل على حضارة مدينة حلب وصمودها في وجه الحصار.
يقول مدير المسابقة عبد القادر خوجة:
“قام مجموعة من الأفراد بدعم هذه المسابقة بالإضافة إلى مؤسسة (مداد تعليم بلا حدود)
وكان الهدف من هذه المسابقة العلمية أولاً، إثبات الكفاءة عند الكوادر التعليمية، وثانياً إثبات الإمكانات عند أبنائنا الطلبة في المناطق المحررة.
وقد استُهدف في هذه المسابقة ثلاث فئات من المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، الفئة الأولى اختيرت من طلاب الصف الخامس والسادس، والفئة الثانية اختيرت من طلاب الصف السابع والثامن، والفئة الثالثة اختيرت من طلاب العاشر والحادي عشر، وهذه المسابقات قريبة جداً من الواقع وعلى صلة به”.
ويقول الأستاذ عدنان قصير مدير القسم العلمي في المسابقة، من مؤسسة قبس التعليمية:
“المسابقة مؤلفة من ثلاث مراحل وشارك فيها طلاب المؤسسات التعليمية الأربعة، وقد اختيرت المواد بشقين علمي وأدبي، الشق العلمي هو الرياضيات والفيزياء والكيمياء والعلوم في الصيدلة وعلم الأحياء وعلوم الإسعافات الولية والثقافة الزراعية علم البستنة،
أما الشق الأدبي فقد اخترنا في هذا العام السيرة النبوية في العهدين المكي والمدني، وربط الأحداث التي حصلت مع النبي (ص) والصحابة بواقعنا المعاصر.
المرحلة الأولى كانت مرحلة تصفيات، وكان فيها جميع الطلاب، وتم اختيار الطلاب وأخذ 10% من المتشاركين والانتقال إلى المرحلة الثانية، وتم تدريب الطلاب في المرحلة الثانية على برامج تعليمية تطبيقية لها تطبيقات عملية، وفي ختام هذه المرحلة تم اختبارهم واختيار أربعة طلاب من كل فئة، وفي المرحلة النهائية تم تكليفهم ببعض الأبحاث، وتم اختبارهم في الأبحاث التي كلفوا فيها، وتم اختيار الفائز الأول بكل فئة.
وكان الهدف من هذه المسابقة أولاً كسر الجمود الحاصل في العملية التعليمية من خلال نقل المواد العلمية من حيز النظري إلى حيز عملي، وكان الهدف الأساسي هو إعادة روح المواد العلمية وإظهار التطبيقات عملياً”.
وقد حدثنا أيضاً حسام الدين سلخو مدير برنامج التعليم في مؤسسة ارتقاء التعليمية:
“هذه المسابقة نتاج عمل تشاركي بين المؤسسات التعليمية: ارتقاء وقبس وأفق وتكافل الشام، ومن خلال هذه المسابقات نثبت للعالم أننا شعب لا يموت مهما كانت ظروف العمل، ومن الناحية العلمية تفيد الطلاب في تعلم طرق جديدة عن استخراج المعلومة في البحث العلمي والاستكشاف، وسيتم تكريم الفائزين بالدرجة الأولى بتقديم كمبيوترات محمولة، ثم سنكرم كل من تأهل إلى المرحلة الثالثة، وسيقدم لهم جوائز ترضية، وسنكرم الجهات المساهمة كمديرية التربية والمؤسسات الأربعة التي شاركت في المسابقة، وأيضاً الوكالات الإعلامية التي ساهمت في نشر المسابقة وإنجاح عملها).
وقد التقينا مع الأستاذ أحمد زكور رئيس دائرة الامتحانات فقال:
“رغم كل ما يحدث في مدينة حلب من قصف وحصار شعرت أنني في عرس تعليمي، وكان الاحتفال ناجحاً، ونحن في مديرية التربية ندعم مثل هذه المسابقات بكل ما تحتاج من الكوادر والمناهج التعليمية، هم يطلبون ما يحتاجون ونحن نقدم لهم ما نستطيع”.