بقلم : أحمد الشاميشغفاً بالكلمة وإيماناً بدورها كان العمل، بإمكانيات بسيطة لا تتجاوز حاسب قديم في بقالية صغيرة وطابعة بسيطة وبعض الأوراق التي تستعار من هنا وهناك، تصدر الجريدة بشكل منتظم كل أسبوع تقريباً لتسلط الضوء على واقعها وتسهم في زيادة وعي الناس في تلك المنطقة الريفية الهادئة والنائية ، تحضهم على القراءة وتدعوهم للإيمان بما تبقى في الجعبة من كلمات، معذرة إلى الله أولاً وإلى ما تحمله النفس من أمانة إيصال الرسالة علها تسهم في تغيير شيء ما .أبو حسن، الرجل القائم على هذا العمل، قال بكل هدوء والفرحة تغمر عينييه عندما التقيناه : أحاول أن افعل شيئاً أشعر فيه أني أساعد الناس ، امكانياتي بسيطة ولكن لا بد أن تساهم .تتناول الصحيفة الأسبوعية المبسطة إن صح التعبير بعض قضايا الناس ، وتعمل على ترسيخ القيم فتروي قصص الذين لاقيم لهم وكيف وصلوا إلى الخسران في النهاية ، كما أنها تعمل على تسليط الضوء على أخطاء الجهات المدنية والعسكرية وتبادر بالنصح وإيجاد الحلول ، كما تحاول أن تتلمس مشكلات الناس وآلامهم لتعبر عن ما يجول في خواطرهم ليجدو صوتهم واضحاً قوياً في كل عدد يصدر ، يتخللها بعض القصائد الجميلة والرسومات المعبرة في كل عدد وإن كانت الريشة لازالت غضة جداً ، ولكن الهدف هو فيما وراء تلك الشخابيط من معانٍ يطمح لها أبو حسن ومن يعمل معه .لم يكن أبو حسن خائفاً من مختلف الجهات التي يمكن أن تدهس بقاليته الصغيرة بغمضة عين، بل كان مؤمناً ومن معه بأنهم قادرون على صنع جمهورٍ يحميهم إن أدوا الأمانة التي حملوها كما يجب ، تملؤك ابتسامته وحسن الضيافة كلما وصلت إليه ليقدم لك فنجان القهوة في يدك وجريدته باليد الأخرى ، ولا ينسى أن يسألك النصيحة لما فيه تطوير هذا العمل .هذه المنشورة الصغيرة لاقت قبولاً عاماً لدى الناس ، كان أهم ما يميز هذا القبول على حد قولهم، هو إحساسهم بالصدق من ورائها والأمانة في طرح موضوعاتها .أبو حسن فعل ما يستطيع فعله ليوصل رسالة للجميع بأنك قادر على فعل شيء فإياك أن تركن للاستسلام ، هذا البلد سيبنى بهمة الصادقين والمؤمنين بالقدرة على التغيير فكن واحداً منهم .