تحقيق: محمد ضياء أرمنازي
أصبحت طوابير الناس الطويلة أمام الأفران والمراكز ظاهرة تكاد تكون طبيعية بخطورتها الكبيرة، لأن ديدن الطيران الروسي والأسدي استهداف المخابز والناس المتجمعين حولها
يقول أبو محمود سكان حي السكري: (لا تدعمني أي جمعية ولا يوجد عندي كرت للخبز، ذهبت عدة مرات إلى المركز الإغاثة وقالوا لي لا يوجد كروت للخبز وننتظر توزيعها من المجلس المحلي، فأطر للوقوف كل يوم على الدور منذ الصباح الباكر أمام الفرن المكشوف للطيران لكي أفوز بربطة خبز وأعود بها إلى المنزل، يبتسم أطفالي عندما يرون الخبز في يدي، فأحمد الله على هذه النعمة، ثم أبدأ بالتفكير من جديد هل سنأكل الخبز غداً إن سلمنا الله من القصف؟)
ويتساءل مواطن آخر هل يوجد طحين يكفينا لعدة أسابيع؟ نحن مستعدون للصبر ومستعدون لأكل الزيت والزعتر (وميت فرنجي)، بشرط أن تأمنوا لنا الخبز حتى نستطيع الصمود).
ولأهمية الموضوع قامت صحيفة حبر بزيارة بعض مجالس الأحياء والجمعيات التي توزع الخبز المجاني، وأنهت زيارتها بلقاء مع مسؤول مكتب الطحين في المجلس المحلي لكي نطمئن العائلات عن كميات الخبز الموجودة في مدينة حلب.
يقول أبو محمد فلاحة مسؤول متابعة الأفران والخبز في حي السكري:
(قمنا بإنشاء خلية أزمة لمتابعة أمور الأفران والوقود بالتعاون مع مجلس المدينة، ويقدم المجلس حالياً 1134 ربطة خبز إلى حي السكري بشكل أربعة أيام أسبوعياً وقد كلفت إدارة المراكز والأفران بتوزيع هذه الكمية لكي تباع بسعر 100 ليرة سورية بوجود كرت الخبز الذي وزعه مجلس الحي مؤقتاً حتى يجهز كرت الخبز العائلي الذي تأخر تجهيزه، وأضيف باعتباري مسؤول في مؤسسة عثمان بن عفان نقوم بتوزيع 800 ربطة خبز مجاني بشكل يومي على أربعة أحياء في مدينة حلب، وإذا فتح الطريق سوف نشتري الطحين ونستمر في توزيع نفس الكمية).
وعند زيارتنا إلى مكتب حملة قوافل الخير
قال أبو يحيى مشرف حملة قوافل الخير في مدينة حلب:
(تقوم حملة قوافل الخير بتوزيع الخبز بالمجان من خلال 18 مركز من صلاح الدين وحتى بعيدين، متوسط عدد المستفيدين من كل مركز 800 عائلة، مجموعها الكامل 13000 عائلة في مدينة حلب، وحالياً مستمرون في توزيع 9000 ربطة خبز بشكل يومي وحتى شهرين من تاريخ بداية الحصار، إذا لم يفتح الطريق، لكن عندما يفتح الطريق ولو بشكل جزئي نستطيع تعويض النقص الموجود عندنا، لأننا يجب أن نحافظ على الاحتياطي الموجود عندنا 400 طن بالحد الأدنى،
لا يوجد أي تعاون بيننا وبين مجلس المدينة أو مجالس الأحياء كونهم يريدون الوصاية علينا ونحن نرفض هذه الوصاية لأنهم سوف يتدخلون في عملنا).
وعند زيارتنا إلى مدير مكتب الطحين في المجلس المحلي في مدينة حلب عمر راعي قال:
(قمنا بإحصاء جميع الطحين الموجود في مدينة حلب وقدرنا الكميات الموجودة وقمنا بوضع خطة لتوزيع ربطات الخبز على جميع الأحياء لأطول فترة ممكنة وبحسب هذه الخطة يكفي الطحين حتى 6 أشهر قادمة.
وعندنا اليوم خبراء يقومون بالكشف على المخزون من الطحين والقمح في المستودعات بشكل دوري لتلافي وجود أي أخطاء في سوء التخزين.
ويتم الآن توزيع الطحين بمعدل 40 طن في أربعة أيام أسبوعياً هي السبت والإثنين والأربعاء والخميس من المجلس المحلي فقط، ويتم استلام الخبز من الفرن من قبل مجالس الأحياء وتوزيعها على المراكز الموجودة في الحي،
والآن تشكلت لجنة عليا للطحين مكونة من المجلس المحلي وبعض الجمعيات الفاعلة في مجال الإغاثة، وقامت هذه اللجنة بتشكيل كوادر للعمل في جميع الأحياء الموجودة في مدينة حلب، وأطلقت عملها في تاريخ 23/7/2016 وقرر إنهاء عملها خلال هذا الأسبوع لكي يصبح هناك بطاقة خبز لكل عائلة يتم استلام الخبز بموجبها، واعتمدت الخطة توزيع ربطة لكل عائلة تتألف من ثلاث أشخاص، من 4 إلى 6 أشخاص ربطتين، ومن سبعة فما فوق ثلاث ربطات من الخبز).
لكن إلى الآن المشكلة ما زالت قائمة فجميع الجمعيات خفضت من وزن ربطة الخبز، بسبب قلة الطحين، فأصبحت الكمية قليلة ولا تكفي بعض العائلة المتوسطة عدد الأشخاص، مما يدفع هذه العوائل إلى الذهاب لشراء الخبز الحر أو السياحي بسعر 200 ل.س
وهناك بعض الجشعين ممن يأخذون الخبز من الجمعيات ثم يذهبون لأخذ الخبز مرة أخرى من الخبز المدعوم من مجلس المدينة، فيقطع هذا الجشع الطريق على المواطن الذي لا تدعمه أي جمعية، ولا يوجد عنده كرت للخبز بالرغم من وجود أشخاص عندهم أكثر من كرت للخبز!”