داريا غياث مطر، ثورة الورود وروح الثورة، مدينة الحرية، والعطر النازف على جبين وطن، صمدت كما لم نعرف الصمود وخُذلت كما لم يُعرف الخذلان .
ليست هزيمة أن تُسلم داريا الروح لبارئها، فالحرب سجال، ولا منطق في الثورات يعترف بالهزيمة، فالثورة شعلة متجددة، تخبو في مكان وتشتعل في آخر حتى يتحقق النصر بحجم النصر أو شهادة تليق بالثائرين.
داريا اليوم على درب حمص والقصير وغيرها من الشهداء، هي على درب الأمانة حتى النصر، وليست أبداً على درب الهزيمة، فالهزيمةُ لا درب لها في طريق الأبطال .
لا حزن اليوم ولا يأس ولا خنوع، وإنما تُصقل العزيمةُ يوماً بعد يوم، ويترجل العظماء تاركين الرسالة للأجيال القادمة، حتى تصل لمنتهاها بجهد العاملين الصادقين، لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة .
كفانا حباً للدموع والتراجيديا، كفانا تسابقاً لإعلان الهزائم التي تأكل أرواحنا، كفانا قتلاً للأمل الذي يأبى الموت داخل حناجر الأطفال وابتساماتهم، كفاناً تجرعاً لليأس، فالنصر معقود بما تحتويه تلك السواعد من إصرار وصمود وعزيمة، فلنعمل معاً على إحيائها، ولنتجاوز النكسات .. فما أسرع مضيها إن لم نتوقف عندها ونبكيها كأطلال خالدة، وليكن الخلود للعمل والثقة بالنصر وللابتسامة، فقد ماتوا لأجل أن نبتسم فلا تخذلوا دماءهم بدموع الضعف والانكسار.
إنها داريا .. فلا تصنعوا من دمائها رداءً للهزيمة
المدير العام / أحمد وديع العبسي