قالت مصادر في الجيش السوري الحر إن المعارضة السورية المُسلّحة المدعومة من تركيا قد تتوجه إلى مدينة منبج فيما لو لم تنسحب منها (وحدات حماية الشعب) الكردية السورية بحلول الغد، وقالت إنها رصدت قيام هذه الوحدات بتُعزز مواقعها في محيط منبج بالسلاح والمقاتلين، وأنها رصدت شاحنات أسلحة ومعدات حربية، وحافلات تنقل مقاتلين أكراد، تتحرك من الشرق إلى الغرب في ريف حلب مُتّجهة لمحيط منبج حيث تسيطر هذه القوات على عدة قرى.
وقال رؤوف أبو سلام من الجيش السوري الحر في جرابلس لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن “الجيش السوري الحر لا يعترف بمجلس منبج العسكري الذي يضم في غالبيته أكراداً ليسوا من المنطقة كلها، ويتلقى تعليماته من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي و(قوات سورية الديمقراطية) التابعة له، وستعمل على وقف عمله بالسلاح إن لم يتم تسليم زمام الأمور لأهالي المدينة وحدهم”.
واستطاع مقاتلو الجيش الحر خلال اليومين الماضيين، وبدعم قصف مدفعي وجوي تركي، في إطار عملية (درع الفرات)، من استعادة السيطرة على 18 قرية في محيط مدينة جرابلس كانت تحت سيطرة القوات الكردية، وبدأت تتجه ببطء نحو منبج بانتظار قرار نهائي حول هذا الشأن، وفق أبو سلام.
إلى ذلك بدأت قوات تركية حملة عسكرية داخل الأراضي السورية بالقرب من معبر مرشد بينار الحدودي بين تركيا وسورية القريب من عين العرب (كوباني)، التي تسيطر عليها القوات الكردية، لطرد المقاتلين الأكراد منها، دون أن يكون هناك معلومات دقيقة حول حجم الهجوم ومدى تقدّم الأتراك في تلك المنطقة.
ورجحت مصادر مطلعة أن تتوقف عملية التوغل التركية في شمال سورية عند حدود جرابلس، لتتمدد غرباً إلى الراعي ومن ثم إعزاز، بدلاً من مواصلة التقدم جنوباً نحو منبج والباب، لكنها توقّعت أيضاً أن يتم تحويل المسار نحو منبج فيما لو استمرت التعزيزات العسكرية الكردية ولم تنسحب تلك القوات إلى شرق الفرات كما طلبت تركيا وسنادتها في ذلك الولايات المتحدة.
واتهم وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو اليوم (الاثنين) (وحدات حماية الشعب) الكردية بتنفيذ عمليات “تطهير عرقي” في شمال سوريا، وقال إنها تسعى إلى توطين أنصارها في المناطق التي طردت منها تنظيم الدولة (داعش).وقال إن “الناس الذين أُجبروا على مغادرة هذه الأماكن يجب أن يعودوا إليها وأن يعيشوا هناك، لكن هذا ليس هدف وحدات حماية الشعب الضالعة في تطهير عرقي وتقوم بتوطين من تريد في هذه الأماكن”.
ودعا هذه الوحدات للتحرك إلى شرق الفرات “فوراً”، وأشار إلى أن هدف العملية التي يقوم بها مقاتلون سوريون مدعومون من تركيا حول منبج وجرابلس في ريف حلب هو طرد عناصر تنظيم الدولة.
فيما نفى المتحدث باسم (وحدات حماية الشعب) الكردية ريدور خليل وجود أي تعزيزات عسكرية للوحدات باتجاه منبج نهائياً، واتهم بدوره تركيا بأنها تقاتل الوحدات غرب الفرات لـ”توسيع احتلالها داخل سورية”.
المصدر : وكالة أكي الايطالية