لأنَّ المعلم هو حجر الأساس في العملية التربوية تقيم “مؤسسة قبس التعليمية” مجموعة من الدورات التدريبية لكادرها التدريسي في مدينة إدلب وحلب وريف حلب، ابتداء من يوم الاثنين 28/8/2016 بهدف تطوير أداء المدرسين والارتقاء بهم لأفضل المستويات لتأدية العملية التعليمية بشكل ناجح، ولتعود بالإيجاب على ما يكتسبه الطلاب من المعلمين من معارف ومهارات وقيم إنسانية متنوعة، كما اهتم المنظمون للدورات بتهيئة المدرسين في التعامل مع ظروف الحرب الدائرة في سوريا منذ ما يقارب 6 سنوات.
يتضمن برنامج قبس التعليمي عدة دورات وهي:
-أصول التدريس : ( التعلم النشط-الإدارة الصفية-مهارات التدريس-التقويم واختبارات التحصيل).
-الصحة العامة والنفسية :(مبادئ الإسعافات الأولية-الدعم النفسي في الأزمات).
-التغيرات النفسية والاجتماعية ومهارات الحياة عند المراهقين:( تبني المقاربات الإيجابية-عوامل الحماية والدعم-نقاط القوة والضعف عند اليافعين-التغيرات النفسية والاجتماعية-ابتكار الأنشطة المعززة لمهارات الحياة).
قال المسؤول الإداري في “مؤسسة قبس التعليمية” الأستاذ أحمد الخطيب: ” تم ترشيح 150 معلماً ومعلمة من حملة الشهادات الجامعية عن طريق مديرية التربية في مدينة إدلب، وحلب وريف حلب، حيث كانت الطاقة الاستيعابية لكل مركز تدريبي في النقاط الثلاث حوالي 50 معلماً، وسيتم إخضاعهم خلال مدة22 يوم في 12 مادة تتضمن أصول ومهارات التدريس والتخطيط الصفي والتغيرات النفسية والاجتماعية عند الأطفال والمراهقين والدعم النفسي لهم خاصة في الأزمات، بالإضافة إلى دورات في الإسعافات الأولية، وجميع الدورات تهدف لتحسين إيصال المعلومة للطلاب بشكل مؤثر وفعال”.
من ناحية أخرى قال المدرب الدولي مصطفى العيسى أحد المدربين في البرنامج: ” نحن نمرُّ بمرحلة عصيبة جداً على كافة الأصعدة؛ ففي مرحلة المراهقة لا يلقي الآباء بالاً للمراهقين، فالأب يعمل من أجل تحصيل لقمة العيش، والأم تعمل طوال النهار في المنزل هذا إن لم تكن عوناً للرجل خارج المنزل، وهنا يصبح المراهقون بلا داعم لهم وهم بأمس الحاجة إليه”.
وتابع قائلا: ” نفتقر إلى الخبرات العملية مع المراهقين، ونقتصر على الخبرات النظرية أو الخبرات التي استقيناها من البيئة بعيدا عن الخبرات الأكاديمية”.
وذكر العيسى أنّ مرحلة المراهقة قلما تتطرق إليها المنظمات في الدورات، ولذلك تم التركيز على مرحلة المراهقة وأنواعها وصفاتها والعوامل المؤثرة وانعكاساتها والمشكلات التي يتعرض لها المراهق، وكيفية التعامل مع المراهق لحل هذه المشاكل ونصائح للمراهقين، بالإضافة لربط المراهقة بالحرب.
ثم أردف قائلاً: “المواد العلمية موجودة لدى أكبر الجامعات على الشابكة العنكبوتية، لكن دورنا في تحويل هذه المعلومات إلى مهارات، لتصل المتدربات إلى أكبر قدر ممكن من اكتساب الخبرات والمهارات، وليس فقط المعلومات النظرية ليجتمع عندهن المهارة بإيجاد الحلول لتلك المرحلة من ناحية علمية واجتماعية، فيكون التأثير لديهم أكثر بالنهوض بالمراهقين في هذه الفترة العصيبة.
كما سيخضع المتدربون لدورات تدريبية في الصحة المدرسية الصحة العامة والنفسية والدعم النفسي، ومنها ما يتعلق بالإسعافات الأولية التي ينبغي على المدرس تقديمها للطالب الذي قد يتعرض لإصابة مرضية حرجة خلال دوامه في المدرسة.”
تعتبر هذه الدورات ذات أهمية كبيرة للكوادر التدريسية كونها من أهم ما توصل إليه العلم من مهارات في التدريس بالإضافة لأهميتها في ظل الحرب التي يعيشها معظم الطلبة في سوريا.
تسعى مؤسسة قبس التعليمية من خلالها وبشكل مستمر في مدارس الشمال السوري بالأخص ريفي حلب وإدلب وحديثا في إدلب إلى تطوير الأداء التربوي والتعليمي للمعلمات في الصف، وتزويد المعلم بالمعارف والمهارات الأساسية اللازمة للموقف التعليمي وبناء القيم التربوية عند الطلبة التي تقوم على التوعية والفهم والتطبيق والمتابعة والتعزيز وكذلك زرع القيم الإيجابية لدى الطلبة.
سلوى عبد الرحمن