تقرير: شريف فارس
حلب تعود إلى الحصار من جديد، وتدفع ثمن الحرب وثمن التفاوض، وبقيت لوحدها تعاني تداعيات الحصار والقصف والقتل والتهجير.
منذ شهرين تقريبا حوصرت الأحياء الشرقية لمدينة حلب، وقُطع طريق الكاستيلو، فدافعت حلب عن نفسها بدواليب أشعلها الأطفال الذين ضللوا لعبة الموت الروسية بواحدة من أفضل المعارك وأنبلها عند قدوم الثوار من الجنوب إلى المدينة لفتح الطريق وفك الحصار عنها، وسرعان ما قلبت الطاولة وأصبح الضغط على النظام الذي بات شبه محاصر في مناطقه داخل مدينة حلب.
اليوم يعاود النظام بدعم روسي بري وجوي حصار مدينة حلب التي عادت إلى المعاناة مع تداعيات الحصار والقصف ونقص المواد الأولية وانقطاع المحروقات.
لكن هل هذا الحصار فرصة أكبر لتوحد القادة والعمل على فك الحصار وتحرير المدينة؟وهل يمكن أن يطول الحصار رغم كثافة الفصائل المقاتلة داخل المدينة المحاصرة؟
نسبة من المدنيين والثوار يعتقدون بأنَّ الحصار سيطول إذا لم تتوحد كافة القوى الثورية في عمل مشترك على كافة محاور المدينة.
وهذا ما أكَّد عليه الناشط الثوري ظافر العمر بقوله ” إنَّ الحصار سيطول لا قدر الله إن لم تتوحد كافة القوى، وسيكون هناك صعوبة في فك الحصار عن المرة السابقة”
بينما أعتقد أخرون بأنَّ من فكَّ الحصار أول مرة قادر على إعادة فكِّ الحصار ألاف المرات.
وهذا ما أكد عليها الناشط غسان دنو بقوله” نعم من الممكن جداً أن يكون الحصار الثاني آخر فرصة لتوحيد الصف ونبذ الخلافات واسترجاع الروح المعنوية لها دور كبير، فمن فكَّ الحصار مرة يستطيع ألف مرة، والحصار ربما يطول طالما نحن متفرقون ننتظر اتفاقيات الغرب، فيما لو اتفقنا سنقلب الموازين مجددا”
هناك من أعتبر بأنَّ الأمر سياسي وفيه ضغوطات خارجية، فالروس والأسد استعملوا كافة قواهم ليفرضوا رأيهم بالتفاوض السياسي ويضعفوا رأي الثوار، هكذا أعتبر الناشط الإعلامي أديب منصور حيث قال” إنَّ الهدف سياسي تسعى روسيا فيه لفرض قوتها في التفاوض، وحصار حلب سيعطي روسيا ورقة ضغط قوية، لذلك وضعت كافة ثقلها العسكري لحصار هذه المدينة”.لكن آخرون يعتقدون بأنَّ الحصار الثاني للمدينة هو الدرس الأهم لكافة فصائل حلب، وإن لم يتعلموا من هذا الدرس سيطول الحصار.
وكذلك أعتبر الناشط الإعلامي يحيى الرجوحين الذي قال: ” أعتقد أنَّ الحصار الثاني هو درس لكل الفصائل المرابطة على ثغور المدينة المحاصرة، وأنَّ المعركة سوف تطول.
فمن يريد تحقيق أهداف الثورة لن يصل إليها إلا بتوحد جميع الكتل والفصائل في بوتقة واحدة، بهدف فكِّ الحصار وتحرير المدينة، وخصوصا بعد تدني الوضع الإنساني بحلب، فيجب علينا الإسراع في تحقيق أهداف ثورتنا”
هناك من فقد الأمل بتوحد الثوار، حيث قال الناشط الثوري أحمد الراغب: ” فقدت الأمل بتوحد الثوار؛ لأنَّه بعد أن فكَّ الحصار في المرة الأولى ظننا بأنَّ الثوار سيتوحدون لتحرير كافة المدينة، لكن طال الأمر ولم نسمع عن أي توحد، ونحن الآن محاصرون مرة أخرى، أعتقد بأنَّ الحصار سيطول، وأمر مدينة حلب سيحل سياسيا بعد الفشل العسكري للثوار”.
يعتقد بعض المدنيين بأنَّ الحل لفكِّ الحصار هو التعاون المشترك والتضامن بين كافة القوى الثورية حتى لو لم تتوحد، وعليهم فقط العمل بصدق وإخلاص، وذلك ما أكَّد عليه علاء فارس أحد سكان حي المشهد بقوله: ” لن نيأس حتى ولو طال الحصار، ولكن على القوى الثورية إن لم تستطيع التوحد أن تعمل بصدق، وأن تتضامن مع بعضها، وتشعل المعارك، وتعاود الكرَّات لاستعادة كافة المناطق التي سقطت، وفك الحصار”.
تضاربت الآراء وأختلف الناس حول وضع مدينة حلب، لكننا نتساءل هل فعلا سنرى توحدا كبيرا للثوار؟أم أننا سننتظر منقذا جديدا عسكريا أو سياسيا؟
إنَّ مدينة حلب وشعبها الآن محاصرون ينتظرون ساعة الصفر للانقضاض على هذا النظام المجرم، فهل من خطوات في الأيام القادمة تفرِّج الهم وترفع الكرب؟