بقلم : مصطفى السوريكثيرا ما تسمع هذا السؤال في مدينة حلب وريفها ، السؤال الذي غزا تفكير المعارضين خارج البلاد , ولا نشك في أن النظام يساعد ويروج لانتشار هذه الإشاعة المخيفة التي أصبحت حديث الموسم .ولكن هناك عدة أسئلة لابد من طرحها بداية ، هل يريد النظام أن يكرر ما حدث في مدينة حمص؟ وهل يعتبر أنَ ما حدث في حمص هو انتصارٌ له ؟ في الواقع ، من الغباء التفكير بإعادة السيناريو من دون تعديل فيه وفي النص المكتوب ، لأن حمص لم يكن فيها غير أعداد قليلة من المدنيين بالإضافة إلى عناصر من الجيش الحر, ومع ذلك شهد العالم كله بالصمود الكبير الذي حققه الجيش الحر على الرغم من وجود بعض المتخاذلين .أما بالنسبة إلى الانتصار الذي يعتقد النظام بأنه قد حققه فذلك ضحك على اللحى كما يقال ، أيّ انتصار هذا وقد خرج المقاتلون وأسلحتهم معهم ؟!في حلب السيناريو متقارب ، ولا أحد ينكر هذا الأمر، ولكنّ هناك أمورًا كثيرة , ففي حلب أعداد مقاتلي الحر كبيرة ، ثم إن حلب منطقة استراتيجية قريبة من تركيا ومن الصعب حصارها , وفي الفترة الأخيرة قام النظام بالاقتحام والسيطرة على المدخل الشمالي لمدينتها (حندرات – سيفات) ولم يكن الهدف الحصار بل تقسيم الريفين الشمالي والغربي والهدف الأهم هو الوصول إلىقريتي نبل والزهراء المواليتين له ، وهذه الخطة (أ) أما الخطة (ب) فهي تقوم على أساس تخفيف القصف على مدينة حلب وفتح معبر قريب بين الأراضي المحررة والمحتلة من قبله لإرجاع أكبر عدد ممكن من المدنيين , ثم القيام بتطويق حلب بعد أن تكون الشبيحة والعملاء قد انغمسوا لإرهاق قوات الحر، وربما تكون هناك حرب جديدة بين بعض الفصائل بشكل صريح ، لأن العملاء سوف يصبون الزيت فوق النار ، ليوقدوا الفتنة يجب الحذر من هذه الخطة ، لأنها أخطر بكثير من الخطة (أ) وسوف تتساءلون ما الهدف من إدخال المدنيين إلى داخل مدينة حلب ثم تطويق المدينة ؟ الإجابة بسيطة وهي لأمرين الأول : وهو التمويه على عملائه , والثاني : وهو الأخطر ، فعندما تطوق المدينة وفيها كثافة سكانية عالية سوف تكون الهزيمة أسرع ، أي أن الواقع العسكري والمنطقي يقول: كلما زاد عدد المحاصرين المدنيين كلما سقطت المدينة بشكل أسرع ، وفي النهاية الشعب سوف يثور ثورة جوع ومرض وضعف على الحر والجميع يعلم بأن الموت بطلقة أسهل بمئات المرات من الموت جوعًا أو عطشًا , والآن هذا هو الواقع المرّ المطروح علينا والأرض تقول بأن الخطة (ب) بدأت تتحرك لأن الخطة (أ) فشلت فشلا ذريعًا بعد هجوم الثوار على نبل والزهراء ، لذلك لابدّ من الحيطة والحذر قبل أن تقع الفأس بالرأس وتسقط ثورتنا وتذهب دماء شهدائنا في مهب الريح.