تحقيق : بيبرس الثورةتشكل الخلايا النائمة للنظام في مناطق الثوار خطراً كبيراً عليهم بصفة خاصة, وعلى الثورة السورية بصفة عامة , ويكمن دورها في إعطاء النظام معلومات مهمة عن الأماكن التي تتجمع فيها المقرات العسكرية للثوار, وأماكن تخزين السلاح, وتموضع المستشفيات وجمعيات الإغاثة, إلى آخره من أماكن حيوية , ليتمكن النظام من قصفها وتدميرها بسهولة وإلحاق أكبر نسبة من الخراب والدمار في مناطق الثوار , ناهيك عن عمليات زرع العبوات الناسفة , واستهداف القيادات والشخصيات العسكرية والمدنية المهمة , وتعمل هذه الخلايا أيضاً على نشر الإشاعات الهادفة التي تؤثر سلباً على تصرفات الناس المدنيين في المناطق المحررة و على الثوار في الجبهات.ولخطورة هذا الموضوع وأهميته بالنسبة إلى الثورة السورية ,قامت (صحيفة حبر ) بزيارة إلى مقر كتائب أبو عمارة والتقت مع قائد الكتائب مهنا جفالة أبو بكري وكان الحوار الآتي:تقسم هذه الخلايا النائمة في مناطق سيطرة الثوار إلى قسمين, القسم الأول: هم عبارة عن عملاء للنظام يقدمون معلومات مختلفة ذات أهمية بالنسبة إليه, كأماكن تموضع المقرات الثورية والمستشفيات والجمعيات وأماكن القيادات الثورية, كل هذا مقابل مبالغ مالية, وهؤلاء العملاء يوجد منهم الكثير عند النظام ومن كافة الأعمار و الفئات لا سيما من الأطفال و النساء و الرجال الكبار في السن كالشيخ حمزة المخبر الذي كان يحدد للنظام أماكن و مقرات الثوار من على طائرة الهيلوكبتر، أما القسم الثاني: فهم عملاء يكون عملهم في نقل السلاح والمتفجرات من مكان إلى آخر, وزرع العبوات, و اغتيال الشخصيات, و تفجير المقرات, كما حدث مؤخراً في مقر أحفاد حمزة وتفجير سيارة عند معبر باب الهوى.كيف تتعامل كتائب أبو عمارة مع هذه الخلايا النائمة, وهل هناك خطة وتنسيق مع باقي الكتائب الثورية للقبض على هذه الخلايا؟نعم هناك تنسيق بشكل دائم, وفي آخر عمل جرى كان بالتعاون مع أحفاد حمزة, وهناك اجتماعات دورية مع المكاتب الأمنية لأغلب الفصائل, وتقوم كتائب أبو عمارة بالرصد والمتابعة ودراسة أي اختراق من قبل قوات النظام للوصول إلى دليل يرشدها إلى هذه الخلايا , وأصبحنا نمتلك في هذا المجال طرقًا وأساليب عدة متعاونين بذلك مع الفصائل العسكرية, ومن خلال المرحلة السابقة كان لدينا أكثر من خطة لحصر هذه الخلايا وإلقاء القبض عليها, وننوه في هذا الصدد إلى من يرغب من المدنيين الشرفاء في مساعدة الجيش الحر والإبلاغ عن أي شخص يشتبه في تعامله مع النظام، بإبلاغ أقرب مخفر أو حاجز للجيش الحر. هل قبضتم في الآونة الأخيرة على إحدى هذه الخلايا؟في الأسابيع الماضية تم القبض على خليتين مؤلفتين من أربعة أشخاص كانوا يجمعون معلومات للنظام, ويحاولون اختراق صفوف الجيش الحر والجمعيات الإغاثة والطبية في أحياء الميسرو المعادي و الصالحين.كيف تتعاملون مع الخلايا النائمة التي تعمل مع بعض الكتائب المقاتلة, و كيف تتعاملون مع النساء من هذه الخلايا؟حتمًا تواجهنا مشاكل من هذا النوع لوجود الحمّية القبلية والعائلة الواحدة لدى بعض الكتائب, والتعامل معها يكون بدقة في جمع المعلومات وسرية التحقق حتى يثبت الأمر, وذلك تجنبًا لأي فتنة, كمواجهة أي فصيل يريد التدخل لتبرئة المتهم, أما بالنسبة إلى النساء من هذه الخلايا فنقوم بجمع الأدلة والتأكد من صحة المعلومات, وذلك لتلافي أي خطأ مع العنصر النسائي بالذات, والاستعانة بأخوات متطوعات في هكذا أعمال أمنية.إن إهمال الجانب الأمني عند بعض الفصائل العسكرية و الهيئات الثورية قد يكون سببًا في دخول عناصر وعملاء للنظام فيها, وكذلك الإهمال في عدم المحاسبة والاستهتار بمعاقبة المخبرين والعملاء بعد إلقاء القبض عليهم .إنه من الممكن الحد من تفشي هذه الخلايا بنسبة كبيرة, وذلك باستغلال المدخل الوحيد لحلب المحررة, وضبطه أمنياً بمراقبته دخولا وخروجا بكميرات مراقبة, وأشخاص متخصصين أمنيا ممتلكين أسماء مؤتمة على أجهزة الحواسيب , وذلك لسرعة الإنجاز تجنبا لوقوع ازدحامات مرورية, كل ذلك يجب أن يكون بتنشيط العمل الأمني في مناطقنا المحررة بالتعاون مع كافة الفصائل للحد من هذا السرطان الذي بات يفتك في جسد الثورة صباح مساء , والذي ربما كان سببا في تراجعنا و ضعضعة صفوفنا.