تقرير: فارس الحلبي في ظل انقطاع المياه والكهرباء وغلاء أسعار المنظفات يصاب بعض الناس وخصوصًا الأطفال بمرض القمل والجرب حيث اكتشف الأطباء كثرة انتشارهما بعد مراجعات كثيرة من قبل المدنيين للمشافي والمستوصفات الطبية بغية العلاج.سارع الناشطون لتشكيل فريق متطوع يتضمنه طبيب وممرضه لمعالجة هذا الوباء المنتشر بين المدنيين, والذي بدوره قام بزيارة المدارس وفحص الطلاب وتوزيع الدواء المُعالِج لهم وتقديم بعض الإرشادات لتنبيههم على خطورة المرض وعدم الإهمال والاهتمام بنظافة الجسم والشعر .ولنكون – أعزاءنا القرَّاء – على مقربة من الموضوع أجرت صحيفة حبر الأسبوعية لقاءات مع أعضاء من فريق التطوع, حيث يخبرنا الطبيب أبو سمير بأن هناك نسبة كبيرة من المصابين لم تكن متوقعة اكتشفناها من خلال مراجعينا إلى العيادات والمشافي ما دفعنا إلى أن نستهدف الأطفال بمدارسهم حتى نقضي على المرض, فقمنا بجولات على المدارس للكشف عن حالات القمل والجرب فلاحظنا ازدياداً في الحالات مما حفزنا أكثر لمضاعفة الجهود للقضاء عليه, وتقديم التوعية للأهالي والطلاب حوله. لقد تفاجأنا أثناء جولاتنا للمدارس بوجود حوالي 50% مصابين بالجرب بالإضافة إلى 5% مصابين بالقمل في كل صف.إنَّ سبب انتشار الجرب والقمل في بلادنا هو نقص التوعية الصحية ونقص المراكز الطبية والأدوية التي تكافح المرض, ولكن أهم سبب هو نقص المياه وخصوصاً الماء الدافئ والمحروقات.نقوم حاليا بتوزيع الأدوية على الطلاب مجاناً, وتقديم التوعية إلى الأهالي والمدرسين والمرشدات النفسيات. وقد انتقل الفريق إلى الأحياء الشعبية النائية فأحصى الأهالي وأولادهم وتم إرشادهم إلى كيفية العلاج وتنظيف الثياب في ظروف انقطاع المياه . و الفريق يسعى إلى تأمين الدواء للمشافي والمستوصفات ومجالس الأحياء, لكن كثرة انتشار هذا الوباء يجعلنا بحاجة إلى كمية كبيرة من الدواء.و تخبرنا الممرضة سمر حول هذا الموضوع :قمنا بزيارة ميدانية لأحد أحياء حلب المحررة فكانت توقعات الفريق مختلفة تماماً عن الحالات التي كشفناها على أرض الواقع , وقد ساهم الهلال الأحمر معنا بتقديم المواد , لكن الحاجة على أرض الواقع مختلفة عن الكمية المقدمة والأمر يحتاج إلى تدخلات على مستوى المنظمات.تبقى النظافة وتوفير المياه والكهرباء حلاً للتخلص من هذا الوباء حيث يخبرنا الأستاذ أحمد نجار أحد المتطوعين بالفريق بأنهبعد أن تم كشف حالات القمل والجرب وتجاوزت نسبة كبيرة من المدنيين نتمنى من الجهات المعنية أن تدعم هذا الأمر, وأن يتم توفير المياه والكهرباء لتلك الأحياء مثل تل الزرازير والطمّ وأن تكون خدمات النظافة مستمرة ، والأمر يحتاج إلى عدد كبير من الدواء بسبب تفاقم عدد المصابين ، لأن الدواء الموجود لا يغطي سوى 3%ونحن بدورنا نناشد الجهات المعنية والمنظمات للوقوف على الاحتياجات اللازمة للقضاء على هذا الوباء الملم بأبناء مدينة حلب , ولا ننسى الجهود الكبيرة التي قدمت حيال الأمر ، سائلين المولى الصحة والسلامة للجميع.