إمعاناً منها في أذية السوريين وتكبيدهم عناء مشقات ومصائب جديدة، تضاt إلى قائمة لا متناهية، عممت سلطات بشار الأسد أرقام جوازات نظامية منحتها لسوريين بشكل رسمي، على أنها “مسروقة”.
وكانت ضحية إحدى هذه التعميمات، الصحافية السورية زينة ارحيم، التي تحدثت عما مرت به، أمس الخميس، في مطار هيثرو ببريطانيا، في منشور لها على صفحتها بموقع فيسبوك.
وقال ارحيم، إن “النظام عمم أرقام جوازات جديدة .. قمت باستخراج جواز سفر جديد بـ 1500 دولار من القنصلية السورية في إسطنبول، وسافرت فيه إلى بريطانيا وإسبانيا والنرويج وألمانيا، واستخرجت إقامة تركية من خلاله، ويحمل أختاماً مختلفة، ولا مشكلة فيه”.
وتابعت : “يوم أمس في مطار هيثرو، قام الأمن الإنكليزي بمصادرته، وقال لي إنه بعد الشهر الرابع وصلهم بلاغ من (الحكومة السورية) أن هذه الجواز مسروق ويجب أن يعاد إليها (للحكومة)”.
وأضافت : “مررت بظروف صعبة وسيئة وسهرت حتى الصباح في المطار، ولولا أن جواز سفري القديم فعال وعليه الفيز القديمة، لكنت الآن في السجن”.
وأشارت ارحيم (31 عاماً)، الحائزة على جائزة بيتر ماكلر للصحافة الشجاعة والأخلاقية للعام 2015، إلى أن “المخيف هو أن السلطات البريطانية بإمكانها سجني وترحيلي ومصادرة جواز سفري الثاني، كون تعاملهم مع نظام الأسد على هذا المستوى العالي من التنسيق، علماً أن سفارته مغلقة منذ سنين”.
ولفتت ارحيم في ردها على تعليقات متابعيها وأصدقائها، إلى أن “التكلفة الباهظة لجواز السفر تعود لعدم وجود مواعيد في السفارة قبل عامين”، الأمر الذي يجبر السوريين المضطرين على دفع مبالغ باهظة لقاء الحصول على جواز سفر جديد أو تجديد جواز سفرهم، في تركيا خصوصاً.
وعبرت الصحافية السورية عن استغرابها وصدمتها من قول السلطات البريطانية لها “حلي الموضوع مع حكومتك”.
وتعتبر بريطانيا من الدول “الصديقة” للشعب السوري، والمناصرة لثورتهم ومطالبهم، ومن المعلوم لديها أن النظام يحارب معارضيه بكل السبل الممكنة، ويعتبرهم “إرهابيين”.
ومنذ اندلاع الثورة، عمل بشار الأسد على حرمان معارضيه من الحصول على أو تجديد جوازات سفرهم، ما دفع مئات الآلاف من السوريين إلى استخدام جوازات سفر مزورة، أو دفع مبالغ باهظة لمرتزقة النظام وسماسرته، مقابل الحصول على جواز سفر، في ظل فشل الأمم المتحدة أو “أصدقاء سوريا” بإيجاد أي حل بديل.